أحدثت جائحة كورونا “COVID-19” تحولات جذرية في قطاع السياحة على مستوى العالم، حيث تم تعليق الرحلات الجوية وتقييد الحركة العابرة للحدود، مما أدى إلى تراجع كبير في حركة السفر والسياحة.
تضررت الصناعات التي تعتمد على السياحة بشكل كبير، وتعطلت الفنادق والمطاعم ووسائل النقل السياحي. اضطر العديد من السياح لتأجيل خطط السفر، سجلت العديد من الوجهات السياحية تراجعاً حادًا في الإيرادات.
السياحة الأكثر تضررا
نجت القليل من الصناعات من تأثير جائحة كوفيد-19 على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أن عدداً أقل من الصناعات تضرر بشدة مثل قطاع السياحة .
وبعد أن جعل كوفيد-19 عام 2020 أسوأ عام في تاريخ السياحة، ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 13 % فقط في عام 2021، لكن مع استمرار تخفيض القيود عادت الحياة تدريجيا لهذا المجال.
منظمة السياحة العالمية
أكد زوراب بولوليكساهفيلي وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أن أحدث بيانات المنظمة أظهرت أن السياحة الدولية تعافت بالكامل تقريبًا من أزمة كوفيد-19 غير المسبوقة.
وأوضح بولوليكساهفيلي أن العديد من الوجهات وصلت إلى عدد الوافدين والإيرادات قبل الوباء، وهو أمر بالغ الأهمية للوجهات والشركات والمجتمعات حيث يمثل القطاع شريان حياة رئيسي.
مواصلة التعافي في 2023
واصلت السياحة العالمية انتعاشها في عام 2023، ومن المتوقع الآن أن تنهي العام عند ما يقرب من 90 % من مستويات ما قبل الوباء من حيث عدد السياح الدوليين الوافدين.
ويعتبر قرار الصين بإعادة الفتح في وقت سابق من هذا العام بمثابة علامة فارقة أخرى على طريق التعافي الكامل، بعدما تأخرت المنطقة لفترة طويلة عن بقية العالم.
وأشارت الإحصائيات إلى أن الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، وصل عدد السياح الدوليين الوافدين إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 62 % من مستويات ما قبل الوباء، مع اتجاه تصاعدي واضح قرب نهاية تلك الفترة.
وأفادت منظمة السياحة العالمية أن الأمور تسير على الطريق الصحيح للتعافي بالكامل من مستويات ما قبل الوباء في عام 2024، بالرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم.
يذكر أنه قبل تفشي فيروس كورونا، شهد قطاع السياحة العالمي نموًا متواصلًا تقريبًا لعقود من الزمن، حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين من 277 مليوناً في عام 1980 إلى ما يقرب من 1.5 مليار في عام 2019.
اقرأ أيضاً:
المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة.. أهم الأرقام