ترتبط الديون الحكومية في كل دولة بمدى استقرار الاقتصاد واستدامة الموارد المالية.
وقد تواجه الدولة أزمة في الوفاء بالتزاماتها المالية إذا زاد حجم الدين بشكل غير طبيعي.
وسيتفاقهم الوضع أكثر إذا ارتفع الدين ليشكل جزءًا ضخمًا من لناتج المحلي الإجمالي، والذي يؤدي إلى زعزعة الاقتصاد.
وأعد موقع Visualcapitalist تصنيفًا يوضح حجم الدين في الاقتصادات المتقدمة بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.
واعتمد الترتيب على بيانات من توقعات صندوق النقد الدولي اعتبارًا من أكتوبر 2023.
الدين الحكومي حسب الدولة
بلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في 11 دولة من بين 20 اقتصادًا متقدمًا، أكثر من 100%.
وجاءت اليابان في المركز الأول، إذ تجاوزت ديونها الوطنية عتبة الـ100% من ناتجها المحلي الإجمالي على مدار 20 عامًا.
وفي عام 2023، تفاقمت الديون لتبلغ 255% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي حين أن القروض اليابانية كانت تأتي في صورة ممتلكات حكومية بفائدة 0%، إلا أن كثافة الاقتراض أدت إلى رفع حجم القروض.
ومن ناحية أخرى، تؤدي الشيخوخة السكانية الملحوظة في الدولة الآسيوية إلى زيادة الأعباء المالية الخاصة بنفقات الضمان الاجتماعي على الحكومة.
وتأتي اليونان وسنغافورة في المركزين الثاني والثالث على التوالي، ويُشكّل حجم الدين بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي في كل منهما 168%.
أما الولايات المتحدة فجاءت في المركز السادس، بحجم دين بلغ 32 تريليون دولار في عام 2023.
وشكل هذا الرقم ما نسبته 123% من الناتج المحلي للبلاد، مرتفعة بحوالي النصف عما كان عليه الدين الإجمالي في البلاد قبل عقدين من الزمن.
ورغم ذلك يظل حجم دين الولايات المتحدة أقل من متوسط مجموعة السبع – المركز الخامس – البالغ 128% من إجمالي الناتج المحلي.
وبلغ حجم الدين الحكومي في ألمانيا 66% من إجمالي الناتج المحلي، لتكون الأدنى بين مجموعة السبع.
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي للإبقاء على سعر الفائدة عند 60%، منذ ارتفاع الديون في فترة جائحة كوفيد-19.
وتهدف بذلك لتجنب الانهيارات الاقتصادية التي تشهدها الدول حال تفاقم حجم ديونها وتخلفها عن السداد.
ولكن بشكل عام، فإ، ارتفاع نسبة إجمالي الدين إلى الناتج المحلي لأكثر من 100%، لا تُعد سببًا للقلق في كل الأحوال.
ويرجع ذلك إلى قيمة النسب الصافية التي تأخذ في الاعتبار الحيازات الدولية، التي تمكّن الدولة من إدارة الديون بشكل أفضل.
الأزمة الأمريكية.. ما هي صفقة سقف الديون التي أبرمها “بايدن” و”مكارثي”؟
أسعار الذهب والديون الأمريكية.. علاقة تقودها الأزمات الاقتصادية