صعّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الأسبوع، جهود وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باستخدام المادة 99 من ميثاق المنظمة.
أثار إجراء “غوتيريش” زخمًا كبيرًا في المجتمع الدولي، حيث أن المادة 99 لم تستخدم سوى مرة وحيدة تاريخيًا بسبب الأزمة في شرق باكستان، فما الذي حدث حينها؟
الكارثة الإنسانية الأولى التي استدعت استخدام “المادة 99”
في عام 1971، أدت أزمة داخلية في باكستان إلى حرب ثالثة بين الهند وباكستان وانفصال باكستان الشرقية، مما أدى إلى إنشاء دولة بنغلاديش المستقلة، وهو ما غيّر طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والمنطقة.
أدى تقسيم الهند في عام 1947 إلى إنشاء غرب وشرق باكستان، وهما إقليمان غير متجاورين يشتركان في الديانة الإسلامية ولكنهما كانا مختلفين تمامًا من حيث اللغة والعرق والثقافة.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1970، صوت عدد كبير من الباكستانيين الشرقيين لصالح حزب سياسي يدعو إلى الحكم الذاتي للشرق، ولكن تم منعه من الحكم من قبل الجيش والحكومة الباكستانية القائمة، وتم سجن زعيمه.
قمع الجيش الاحتجاجات الجماهيرية في الشرق مما أدى إلى حركة ضخمة للاجئين إلى الهند المجاورة.
أدت حملة القمع هذه، إلى انتشار أعمال العنف والفظائع ضد الهندوس والنخبة البنغالية، وأدت إلى إبادة جماعية لثلاثة ملايين هندوسي في بنغلاديش.
قاتلت القوات الباكستانية الشرقية، بدعم من الهند، مع الجيش الباكستاني في عام 1971، وردت باكستان الغربية بهجمات جوية على الهند، مما أدى إلى حرب مفتوحة بين القوتين بدأت في 3 ديسمبر من ذات العام.
وواجهت الولايات المتحدة معضلات كثيرة في كيفية الاستجابة للأزمة، حيث كانت الهند قد وقعت معاهدة للمساعدة المتبادلة مع الاتحاد السوفييتي في أغسطس 1971، وكانت جمهورية الصين الشعبية صديقة لباكستان وخاضت حربًا مع الهند في عام 1962.
وكانت علاقة الهند مع الاتحاد السوفييتي سببًا في ضمان عدم تدخل الأمم المتحدة، وساعدت في ردع الصين عن فتح صراع ثان على الحدود الشمالية للهند.
مع هذه التعقيدات السياسية والتداخل بين مصالح الأطراف ذات الصلة بالنزاع، اضطر الأمين العام للأمم المتحدة لاستخدام المادة 99 من ميثاق المنظمة، والتي تنص على أنه “يجوز للأمين العام إبلاغ المجلس بالأمور التي يعتقد أنها تهدد السلام والأمن الدوليين. وأضاف: “يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام كل نفوذه لمنع المزيد من التصعيد وإنهاء هذه الأزمة”.
وبعد هزيمتها على الجبهتين، اضطرت باكستان إلى الانضمام إلى إنشاء دولة بنغلادش المستقلة بدلاً من باكستان الشرقية. تم قبول بنغلادش في الأمم المتحدة في عام 1974.
استراتيجية بايدن تواجه اختباراً مع توغل إسرائيل في جنوب غزة