في الأول من ديسمبر، يحل اليوم العالمي للإيدز، وهي مناسبة قالت الأمم المتحدة بخصوصها هذا العام “إن القضاء على وباء الإيدز لا يزال ممكناً بحلول عام 2030، ولكن فقط في حالة توافر الإمكانات لأولئك الموجودين في الخطوط الأمامية وقوبلت جهودهم بالاعتراف”، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، 39 مليوناً في كل أنحاء العالم، علماً بأنه من بين هؤلاء 20.8 مليون في شرق أفريقيا وجنوبها، و6.5 مليون في منطقتي آسيا والمحيط الهادي.
لذلك يمثل الإيدز وباءً مؤرقاً للبشرية، فمنذ أن ظهر الوباء في أواخر سبعينات القرن الفائت، أصيب 85.6 مليون شخص بالفيروس وتوفي 40.4 مليون، وبالرغم من أن المرض أصبح اليوم أقل فتكاً، فإن 630 ألف شخص توفوا عام 2022 لأسباب مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية.
نظرية المؤامرة
وثمة معتقدات ونظريات كثيرة حول منشأ المرض، لكنها أكثرها غرابة نشرها موقع “ncbi”، حيث ذكر في تقرير له إلى انتشار نظرية المؤامرة في أوساط فئات ومجموعات عرقية مختلفة في المجتمع الأمريكي، وأضاف: “إن معتقدات المؤامرة حول أصل فيروس نقص المناعة البشرية ودور الحكومة في وباء الإيدز سائدة، وخاصة في المجتمع الأمريكي الأفريقي”.
وبحسب استطلاع رأي، فإن 27% من الأمريكيين من أصل أفريقي يؤيدون الاعتقاد بأن “فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز هو فيروس من صنع الإنسان صنعته الحكومة الفيدرالية لتقتل السود والقضاء عليهم”.
وتشير النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة حول مقبولية لقاح فيروس نقص المناعة البشرية بين المجتمعات المعرضة للخطر إلى أن معتقدات المؤامرة قد تكون منتشرة على نطاق واسع وتعكس عدم ثقة كبير في الحكومة ونظام الرعاية الصحية بين الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين.
لقاح سري!
بموازاة ذلك، فقد أعربت نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل أفريقي وغيرهم من اللاتينيين عن عدم ثقتهم في الحكومة والأطباء مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى. على سبيل المثال، أعرب ما يقرب من 55% من اللاتينيين و50% من الأمريكيين من أصل أفريقي عن اعتقادهم بأن الحكومة تمتلك لقاحًا لفيروس نقص المناعة البشرية سراً.
بالإضافة إلى ذلك، كانت نسبة قبول لقاح فيروس نقص المناعة البشرية أقل بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن الأطباء يقومون بإجراء التجارب على الأشخاص دون موافقتهم (اللاتينيون 38%، والأمريكيون من أصل أفريقي 25%، والبيض 15%).
على جانب آخر، وبالعودة إلى ستينيات القرن الماضي فقد تم اعتبار وفاة أحد الأشخاص في عام 1969 بسبب مرض تم تحديده في عام 1987 على أنه الإيدز، أن الفيروس من المحتمل أن يكون قد دخل إلى سكان الولايات المتحدة في مناسبات مختلفة.
لماذا يصعب إيجاد لقاح أو علاج نهائي للمرض؟
تجعل الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية (ART) فيروس نقص المناعة البشرية حالة يمكن التحكم فيها، ولكن لا يتوفر لقاح أو علاج نهائي له. ومع ذلك، فإن الكفاح من أجل العلاج لم ينته بعد، وقد توفر التقنيات الحيوية الجديدة أخيرًا علاجًا نهائيًا للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
إن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية ينقذ الأرواح، لكنه لا يستطيع علاج الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وبدون التدخل الطبي، فإن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تصبح قاتلة حتما. وقد أدت العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية إلى إبطاء معدل الإصابات الجديدة وخفض عدد الوفيات منذ الذروة التي بلغتها في عام 2004. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة، وتستمر وصمة العدوى.
على الصعيد العالمي، هناك ما يقرب من 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية والذين قد يستفيدون من العلاج، فلماذا لا يوجد علاج حتى الآن؟ باختصار، علاج فيروس نقص المناعة البشرية أمر صعب للغاية، فهو فيروس رجعي ذو قدرة عالية على التحور وقدرة فريدة على التواجد في شكل RNA، ثم الانتقال إلى شكل DNA لتصبح جزءًا دائمًا من الخلية التي تصيبها.
كما أن فيروس نقص المناعة البشرية يصيب الخلايا المناعية، ويؤثر عليها سلبًا، وهي الخلايا نفسها المطلوبة لمحاربة العدوى، فضلاً عن الكمون الفيروسي، وهو عقبة رئيسية أخرى أمام علاج فيروس نقص المناعة البشرية..
باختصار، الكمون هو عندما يصيب الفيروس خلية لكنه لا يبدأ على الفور في إنشاء نسخ فيروسية جديدة. يمكن للخلايا الكامنة والمصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أن تبقى في “خزانات” في الجسم لعدة أشهر، أو حتى سنوات، وتصبح نشطة في أي وقت.
اقرأ أيضاً:
توقعات متفائلة للأمم المتحدة بشأن الإيدز بحلول 2030