من المعروف أن الأحلام تحدث أثناء النوم، ولكن أن يحلم الشخص وهو مستيقظ فقد يبدو الأمر غريبًا.
ولكن دراسة حديثة كشفت أن موجات الدماغ البطيئة التي تحدث خلال النوم، يمكن أن تحدث خلال الاستيقاظ عند مرضى الصرع.
ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كوليدج أن الأمر قد يحمي من النوبات ولكنه أيضًا يؤثر على الذاكرة.
منهجية الدراسة
اعتمد البحث الذي نُشر، اليوم الخميس، في مجلة Nature Communications على بيانات من فحوصات مخطط كهربية الدماغ (EEG) من الأقطاب الكهربائية في أدمغة 25 مريضًا يعانون من الصرع البؤري.
والصرع البؤري هو نوع من أنواع الصرع الذي تصاحبه نوبات تنشأ في جزء معين من الدماغ خلال القيام بمهمة الذاكرة الترابطية.
وخلال التجربة، تم تثبيت أقطاب كهربائية في أدمغة المرضى لتحديد الأنشطة غير الطبيعية داخل الدماغ.
وأثناء المهمة، تم تعريض المشاركين إلى 27 زوجًا من الصور كانت تظل على الشاشة لمدة 6 ثوان فقط.
وتم تقسيم الصور إلى تسع مجموعات، كل مجموعة تحتوي على صورة لشخص ومكان وشيء.
وكان مطلوب من المشاركين تذكر الرابط بين الصور في كل مرة، وتم تسجيل الملاحظات.
ماذا وجد العلماء؟
بتحليل البيانات، اكتشف الباحثون أن أدمغة المصابين بالصرع شهدت موجات بطيئة كانت تدوم لأقل من ثانية، بينما كانوا مستيقظين ويشاركون في المهمة.
وكانت هذه الموجات البطيئة تزداد كلما زادت استثارة الدماغ وقل تأثير نوبات الصرع.
كما وجد العلماء أن نشاط إطلاق الخلايا العصبية انخفض بشكل ملحوظ، وهو ما يفسر الحماية من نشاط الصرع.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور ماثيو ووكر، إن النوم أمر بالغ الأهمية بالنسبة للدماغ لأنه يعمل على إعادة ضبط نشاط الدماغ.
وأضاف: “يعمل النوم أيضًا على إعادة ضبط نشاط الاستثارة في الدماغ والذي يزداد خلال الاستيقاظ”.
ولفت إلى أن العامل الرئيسي في إعادة تهيئة وظائف الدماغ هو الموجات البطيئة أثناء النوم.
تراجع الإدراك
واختبر البحث أيضًا ضمن التجربة تأثير الموجات البطيئة للدماغ على الوظائف الإدراكية.
ووجد العلماء أن موجات الاستيقاظ البطيئة أثّرت على نشاط الخلايا العصبية ومن ثم النشاط المعرفي.
وتسبب ذلك في استغراق الأشخاص لوقت أطول في إكمال المهام المكلفون بها.
ويقول ووكر إن القصور المعرفي لدى الأشخاص المصابين بالصرع، يمكن أن يرجه إلى تراجع الإدراك المعرفي الناتج عن الموجات البطيئة.
ويأمل الفريق أن تتمكن الدراسات المستقبلية من زيادة هذا النشاط كعلاج جديد محتمل للأشخاص المصابين بالصرع.
اقرأ ايضا :
مشكلة آلام الظهر المزمنة: هل الدماغ هي “القطعة المفقودة” من اللغز؟