يحتفل العالم في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر سنويًا بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
تستهدف هذه المناسبة بهدف رفع مستوى الوعي في مختلف البلدان بالعنف الذي تتعرض له النساء، فما الذي يجب أن تعرفه عن هذه المشكلة العالمية؟
ما هو العنف ضد المرأة؟
تعرّف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للنساء سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية.
ويأتي هذا اليوم ليجدد الدعوة إلى تغيير المواقف تجاه المرأة للأفضل، فضلًا عن مزيد من المساواة بين المرأة والرجل، والحد من العنف الذي تعاني منه النساء باستمرار.
أسباب العنف ضد المرأة
حسب اللجنة الدولية للإنقاذ، فإن عدم المساواة بين الجنسين، والأعراف والمعتقدات التي تعتبر العنف ضد النساء والفتيات أمرًا مقبولاً، تؤدي إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتشير اللجنة إلى العديد من العوامل التي تزيد من خطر العنف ضد النساء، بما يشمل العيش في ظل الأزمات، مثل الفقر، وغياب أنظمة الدعم والحماية الاجتماعية، والصراع والحرب، والنزوح، والتوتر في العلاقات الأسرية.
أشكال عنف ضد المرأة من خلال التقنية
وفقًا لتقرير أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن واحدة من كل 10 نساء في الاتحاد الأوروبي تعرضن للتحرش عبر الإنترنت منذ سن 15 عامًا، بما في ذلك تلقي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية قصيرة غير مرغوب فيها أو مهينة.
وفي الدول العربية وجدت دراسة إقليمية أن 60% من النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت في المنطقة تعرضن للعنف عبر الإنترنت في العام الماضي.
المعدلات العالمية لانتشار العنف ضد النساء والفتيات
على الصعيد العالمي، تعرضت نحو 736 مليون امرأة، 1 من كل 3 نساء تقريبًا، للعنف الجسدي أو الجنسي، من شركائهن الرجال، مرة واحدة على الأقل في حياتهن، وهذا الرقم لا يشمل التحرش الجنسي.
وأضاف تقرير أممي أن معظم أعمال العنف ضد المرأة يرتكبها أزواج حاليون أو سابقون، مشيرًا إلى تعرض أكثر من 640 مليون أو 26% من النساء اللاتي يبلغن من العمر 15 عامًا فما فوق لعنف الشريك.
إحصائيات العنف ضد المرأة في السعودية
كشف استطلاع رأي أجراه مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري أن العنف ضد المرأة في السعودية قليل مقارنة بالمعدلات العالمية.
وأفادت نسبة 44% من عينة الاستطلاع أن العنف ضد النساء في المملكة قليل، مقابل نسبة 36% يرون أنه بدرجة متوسطة، بينما يرى 10% أنه متزايد، و9% أبلغوا أنه لا يوجد عنف ضد المرأة.
وأوضحت نتائج الاستطلاع أن العنف النفسي هو أكثر أنواع العنف انتشارًا ضد المرأة في بنسبة بلغت 46.5%، بينما تأتي حالات الإهمال بنسبة 27%، ثم العنف الجسدي بنسبة 12% والاستغلال بنسبة 10%.
الإبلاغ عن العنف ضد المرأة
كشفت منظمة الأمم المتحدة أن أقل من 40% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف يطلبن المساعدة من أي نوع.
في غالبية البلدان التي تتوفر لديها بيانات حول هذه القضية، من بين النساء اللاتي يطلبن المساعدة، يتطلع معظمهن إلى العائلة والأصدقاء، وقليل جدًا منهن يتطلعن إلى المؤسسات الرسمية، مثل الشرطة والخدمات الصحية، أقل من 10% من الذين يطلبون المساعدة أبلغوا الشرطة.
قوانين العنف ضد النساء والفتيات
وقد أصدرت 162 دولة على الأقل قوانين بشأن جريمة العنف ضد المرأة المنزلية، و147 دولة لديها قوانين بشأن التحرش الجنسي في مكان العمل، ومع ذلك، حتى في حالة وجود القوانين، فإن هذا لا يعني أنها تمتثل دائمًا للمعايير والتوصيات الدولية، أو يتم تنفيذها وإنفاذها.
قانون العنف ضد المرأة في السعودية
عززت الأنظمة العدلية في السعودية حماية المرأة من العنف، عبر تجريم عضل النساء والإجبار على نكاح من لا ترغب به، وإنشاء مكاتب مصالحة في المحاكم لحل المشكلات الأسرية من بين إجراءات أخرى.
ويخضع العنف ضد المرأة لنظام الحماية من الإيذاء، والذي يكافح كل شكل من أشكال الاستغلال، أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية، أو التهديد به، يرتكبه شخص تجاه شخص آخر، متجاوزًا بذلك حدود ما له من ولاية عليه أو سلطة أو مسؤولية أو بسبب ما يربطهما من علاقة أسرية أو علاقة إعالة أو كفالة أو وصاية أو تبعية معيشية.
وتنص المادة 13 من النظام على أن “يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ولا تزيد على خمسين ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلاً شكّل جريمة من أفعال الإيذاء الواردة في المادة (الأولى) من هذا النظام، وفي حال العود تضاعف العقوبة وللمحكمة المختصة إصدار عقوبة بديلة للعقوبات السالبة للحرية”.
الاتجار بالنساء جريمة العنف ضد المرأة
في عام 2020، من بين كل 10 ضحايا للاتجار بالبشر تم اكتشافهم على مستوى العالم، كان هناك حوالي 4 نساء بالغات وحوالي اثنتين من الفتيات.
ومعظم ضحايا الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي، 91%، هم من النساء، ويظهر تحليل قضايا المحاكم أن الضحايا الإناث يتعرضن للعنف الجسدي على أيدي المتاجرين بمعدل أعلى بـ3 مرات من الذكور.
المصادر:
مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري
اليوم العالمي للاعنف.. لماذا يُحتفل به في 2 أكتوبر من كل عام؟