اكتشف الباحثون الرابط بين تركيبة الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي ومرض ألزهايمر.
أظهرت دراسة لأول مرة أن أعراض مرض ألزهايمر يمكن نقلها إلى كائن حي وشاب وصحي من خلال تركيبة الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي، مما يؤكد دورها في هذا المرض.
تؤكد الدراسة على أهمية الجهاز الهضمي كهدف رئيسي للتحقيق في مرض ألزهايمر نظرًا لتأثره بشكل خاص بأسلوب الحياة والبيئة.
نُشرت الدراسة في مجلة Brain وتظهر أن اضطرابات الذاكرة في مرضى ألزهايمر يمكن نقلها إلى حيوانات شابة من خلال زرع تركيبة الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي. كانت لدى مرضى ألزهايمر نسبة أعلى من البكتيريا التي تعزز الالتهاب في عينات البراز، وكانت هذه التغييرات مرتبطة مباشرة بوضعهم العقلي.
ما هو دور الكائنات الدقيقة في مرض ألزهايمر؟
قالت البروفيسور يفون نولان: “اختبارات الذاكرة التي قمنا بها تعتمد على نمو خلايا عصبية جديدة في منطقة الهيبوكامبوس في الدماغ. لاحظنا أن الحيوانات التي كانت تحتوي على تركيبة الكائنات الدقيقة في الأمعاء من أشخاص يعانون من ألزهايمر أنتجت أقل عدد من الخلايا العصبية الجديدة وكانت لديها ذاكرة متأثرة.”
وأضافت: “غالبًا ما يتم تشخيص الأشخاص بمرض ألزهايمر عند أو بعد بداية الأعراض العقلية، وهو أمر قد يكون متأخرًا، على الأقل بالنسبة للمقاربات العلاجية الحالية. فهم دور الكائنات الدقيقة خلال فترة الاعتلال – أو المرحلة المبكرة – لمرض ألزهايمر، قبل الظهور المحتمل للأعراض، قد يفتح المجال لتطوير علاجات جديدة أو حتى تدخل فردي.”
نمط الحياة قد يحدث أثرًا
تأثير استراتيجيات العلاج والتعاون في البحث مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا لمرض الخرف، وهو مصطلح عام لفقدان الذاكرة وقدرات أخرى عقلية بما يكفي للتداخل في الحياة اليومية. ومع شيخوخة سكاننا، يمكن أن يعاني واحد من بين كل ثلاثة أشخاص يولدون اليوم من مرض ألزهايمر.
يعمل العلماء في جامعة كوليج كورك على تطوير استراتيجيات لتعزيز شيخوخة الدماغ بصحة جيدة وتقدم علاجات لمرض ألزهايمر عن طريق استكشاف كيف تستجيب تركيبة الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي للتأثيرات الناتجة عن نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
خطوة للأمام نحو فهم المرض
قال البروفيسور ساندرين توريت، أستاذ علم الأعصاب في كلية كينغز كوليدج لندن وأحد كبار مؤلفي الدراسة: “مرض ألزهايمر هو حالة خبيثة لا يوجد لها علاج فعال حتى الآن. تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة للأمام في فهمنا للمرض، مؤكدة أن تركيبة الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي لديها دور سببي في تطور المرض. لقد وضع هذا البحث التعاوني الأسس للبحث المستقبلي في هذا المجال، وآمل أن يؤدي ذلك إلى تقدمات محتملة في التدخلات العلاجية.”
اقرأ ايضا :
رهاب السرطان.. لماذا يستمر خوفنا من المرض الخبيث؟