تواجه البيئة في المملكة تحديات كبرى على عدة مستويات، وهو ما دفع لبذل المزيد من الجهود لحمياتها وصونها تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
وترجع هذه التحديات إلى مجموعة من الأسباب من بينها النمو السكاني المستمر والتوسع العمراني السريع، وارتفاع الطلب على المياه والطاقة، ومتطلبات النمو الاقتصادي.
وتتنوع التحديات البيئية في المملكة ما بين مياه الآبار الملوثة، ومخلفات مصانع الإسمنت، وزيادة انبعاث ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين.
كما تعاني بيئة السعودية تدهور الأراضي والتصحر، والذي يؤدي إلى زيادة التلوث والمخاطر البيئية.
جهود المملكة الدولية لحماية البيئة
تبذل المملكة جهودًا ضخمة من أجل حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها محليًا ودوليًا.
وتُعد السعودية جزءًا من الجهود العالمية الهادفة لقليل الانبعاثات الكربونية، من خلال توقيعها على عدة مبادرات دولية وهي:
التحالف العالمي للمحيطات
انضمت له المملكة في أكتوبر 2021، وهي منظمة دولية تعمل على حماية الحياة البحرية في المحيطات.
ويضع التحالف هدفًا عالميًا لحماية 30% من المحيطات بحلول عام 2030، بزيادة نطاق المناطق البحرية المحمية.
وأعلن وقتها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تأسيس مؤسسة استكشاف المحيط.
وتنحصر مهام المؤسسة في استكشاف المحيطات حول العالم وإجراء الأبحاث بشأنها.
انبعاثات الميثان
خفض انبعاثات الميثان هو أحد أهداف المملكة لمواجهة التغيرات المناخية وآثارها.
ويقع على عاتق المملكة التزامًا بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول 2030.
وتسعى السعودية من وراء ذلك إلى بناء مستقبل أنظف وأكثر استدامة.
وتُعد المملكة جزءًا من التعهد العالمي لخفض غاز الميثان، باعتباره أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
الرياضة من أجل المناخ
انضمت المملكة إلى مبادرة الأمم المتحدة للرياضة من أجل العمل المناخي.
وتهدف السعودية إلى تحقيق آثار إيجابية في التوعية بقضايا المناخ من خلال مجتمع الرياضة العالمي.
السعودية الخضراء
هي مبادرة أطلقتها المملكة بهدف إشراك أصحاب المصلحة في خطط التحول إلى مستقبل أفضل، من خلال دعم جهود الإبداع والابتكار.
كما تسعى من خلالها إلى الاستفادة بكامل جهود المجتمع، ضمن إطار مبادرة الأمم المتحدة العالمية لتغير المناخ.
الشرق الأوسط الأخضر
تهدف هذه المبادرة إلى التوسع في العمل المناخي في المنطقة، من خلال التعاون والاستثمار.
كما أنها تسعى لتوحيد الجهود في الإقليم نحو تحقيق أهداف المناخ العالمية.
مشروعات المملكة المحلية لحماية البيئة
بجانب الجهود الدولية، تبذل السعودية جهودًا محلية في مجال حماية البيئة والتصدي لتغيرات المناخ وهي:
مشروع الرياض الخضراء
هي مبادرة خرجت من رحم مبادرة السعودية الخضراء، ودشنتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
و”الرياض الخضراء” هو أحد مشروعات التشجير الطموحة، والذي يهدف إلى زراعة 7.5 ملايين شجرة.
وتسعى الرياض من وراء المشروع إلى خفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء والحياة بشكل عام.
أسبوع البيئة
اعتمد مجلس الوزراء هذه المناسبة الوطنية، بهدف التوعية بالتحديات البيئية والحفاظ على مواردها الطبيعية.
كما أنه يهدف إلى تنمية الوعي بأهمية الاستدامة البيئية والحد من التلوث بأنواعه المختلفة.
ويتضمن الأسبوع فعاليات وبرامج متنوعة، يتم تنفيذها على نطاق واسع في المملكة، ويُشترك فيها أفراد وجهات حكومية وخاصة وغير ربحية.
الغطاء النباتي ومكافحة التصحر
يعاني القطاع الزراعي في المملكة من عدة تحديات من بينها تراجع نسبة التربة الخصبة، وزيادة التصحر.
ومن أجل مواجهة تحديات الغطاء النباتي، تم تدشين المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وتسعى المملكة من خلال المركز لاستعادة التنوع الأحيائي، من خلال استغلال الفرص المتاحة لذلك.
تلوث التربة
تُعتبر التربة أساسًا لنمو النباتات بشكل مباشر، وصحة الكائنات التي تتغذى عليها بشكل غير مباشر.
ولذلك أنشأت المملكة إدارة جودة التربة التابعة للمركز الوطني للأرصاد، للإشراف على صحة التربة.
وتتولى الإدارة عدة مهام منها: متابعة برامج مراقبة جودة التربة، إلى جانب رصد ملوثات التربة وتدشين قاعدة بيانات خاصة بها.
كما تراقب الإدارة مدى الالتزام بالإجراءات الدولية والإقليمية الخاصة بالحفاظ على التربة وحمايتها من التلوث، وغيرها من المهام.
تلوث المياه
تواجه المملكة في هذا الجانب عدة تحديات منها الاستخدام غير المستدام لموارد المياه، ومحدودية مخزون المياه الجوفية غير المتجددة.
كما أن السعودية تشهد ارتفاعًا متزايدًا في الطلب على المياه، وهو ما يزيد من مشكلة ندرة مصادرها.
ومن أجل ذلك، طوّرت المملكة إطارًا مرجعيًا موحدًا لقطاع المياه، يتضمن استراتيجية شاملة لأكثر من محور في هذا الملف.
وتهدف الاستراتيجية إلى تضفير الجهود والسياسات والتوجهات المختلفة الخاصة بقطاع المياه، بالإضافة إلى الهدف الأساسي وهو وضع حلول للتحديات وإعادة هيكلة القطاع.
تلوث الهواء
أصبحت مشكلات الهواء هاجسًا ليس على المستوى المحلي فقط، بل العالمي أيضًا، بسبب زيادة نسبة الملوثات وتراجع جودة الهواء.
ولم تكن المملكة بعيدة عن هذا التحدي، وهو ما تطلب جهودًا محلية وتنسيقيات إقليمية ودولية لاحتواء هذا الأمر.
ويرجع تلوث الهواء بشكل عام إلى الزيادة السكانية والتوسع العمراني، إلى جانب التنمية الصناعية التي تؤثر على جودة الهواء والماء.
ولذلك تعمل الإدارة العامة لجودة الهواء التابعة للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، على دراسة جودة الهواء وتقييم نسبة التلوث في المملكة وأكثر المناطق تلوثًا.
وتختص الإدارة بوضع الخطط والحلول المطلوبة، لمواجهة هذا التلوث والحد من آثاره.
بالأسماء.. كائنات فطرية يحظر صيدها ابتداء من نهاية الشهر