سياسة

الأنفاق تحت قطاع غزة.. لماذا ستغير قواعد الحرب والتكتيكات الإسرائيلية؟

سماء قطاع غزة

تسيطر القوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على سماء قطاع غزة، ويمكنها من الجو أو الأرض أن تسوي أي مبنى تعتبره هدفًا مشروعًا بالأرض.

تتحرك قوات الاحتلال مدعومة بالدبابات إلى داخل مدينة غزة، وبينما يتقدمون عبر الأنقاض، يكتشفون ساحة معركة أخرى.. وهي الشبكة الواسعة من الأنفاق الخرسانية المسلحة التي بنتها حماس.

 

الأنفاق.. مدينة أخرى تحت غزة

يقول جون سبنسر من معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت: “إنهم يواجهون مدينة أسفل تلك المدينة، من 15 قدمًا تحت الأرض إلى 200 قدم، و20 إلى 30 طابقًا تحت الأرض”.

يوضح “سبنسر” أن إسرائيل إذا كانت تنوي حقًا تدمير حماس، فسيتعين عليها الدخول إلى تلك الأنفاق، مضيفًا: “لا يمكن الرؤية هناك، لا يمكنك التنقل، لا يمكنك إطلاق النار.. إنه حرفيًا أسوأ مكان يرغب أي جندي في الذهاب إليه على الإطلاق”.

وتتدرب قوات العمليات الخاصة الأمريكية في كولورادو في مجمع أنفاق يبلغ طوله ميلين، في الوقت الذي يُعتقد أن شبكة أنفاق حماس تحت غزة تمتد لمسافة 300 ميل.

هل اقتحام الأنفاق في غزة قابل للتحقيق؟

يقول شون همبرت، من جامعة كولورادو: “في الأنفاق لا يوجد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).. كما أن الاتصالات صعبة للغاية في هذا النوع من البيئات، وبالتالي فإن إشارات الاتصالات لا تنتشر عبر الصخور”.

قبل دخول البشر، يقوم روبوت مستقل باستكشاف التضاريس، باستخدام أشعة الليزر للتنقل، حتى لو كان الظلام دامسًا، ويعمل من تلقاء نفسه دون أوامر من معسكر القاعدة.

يضيف هامبرت: “الروبوت يكون الخريطة، ويكتشف مكان وجوده داخل الخريطة، ثم يبذل قصارى جهده لتوسيع الخريطة واستكشاف الأماكن التي لم نزرها”.

وعلى سطح مثل هذا، يمكن للروبوت أن يقطع حوالي كيلومتر واحد في الساعة، ويتوقف عندما يحدد موقع العوائق، “سوف يتوقف مؤقتاً، ويخطط لمسار جديد حول تلك العقبات، ثم ينفذ هذا المسار”.

يعد الروبوت أحد أعجوبة التقنية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحرب السرية، فإن لديه نقطة ضعف واحدة صارخة: فهو بمثابة بطة تجلس لأي شخص يحمل سلاحًا ويسهل اصطياده ببساطة.

ما مدى أهمية الأنفاق لحركة حماس في غزة؟

يستخدم مقاتلو حماس الأنفاق للنجاة من القصف ونصب الكمائن، وهي أفضل فرصة لهم للبقاء على قيد الحياة في مواجهة القوة النارية الساحقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

يقول سبنسر: “لقد قامت حماس ببناء أنظمة الأنفاق لمنحهم الوقت وإبطاء جيش الدفاع الإسرائيلي”

في الماضي أغلقت إسرائيل الأنفاق التي اكتشفتها ببساطة، لكن ذلك لن ينجح هذه المرة، لأنه من المؤكد أن الرهائن محتجزين هناك.

وكانت يوتشيفيد ليفشيتز، البالغة من العمر 85 عامًا، واحدة من هؤلاء الأسرى، وبعد إطلاق سراحها، وصفت كيف أُجبرت على المرور عبر شبكة ضخمة من الأنفاق تحت غزة: “تبدو وكأنها شبكة عنكبوت”.

الأنفاق تغير القواعد والتكتيكات العسكرية

بسبب هذه الأنفاق والاحتمال الكبير لوجود رهائن محتجزين فيها، تتغير الطريقة التي سيتبعها جيش الاحتلال في مهاجمتها، لعدم قدرتهم على تدمير كل نفق يجدوه أمامهم.

يشير الخبراء إلى أنه ستكون هناك مواقف كثيرة تتطلب دخول نظام من جيش الاحتلال أو جنود إلى الأنفاق، لكن هذا سيغير “قواعد اللعبة”.. “كل تكتيكاتك وخياراتك العادية.. يمكن أن تشكل البيئة تحديًا أكبر من العدو الفعلي للقوات الإسرائيلية”.

تأثرًا بالأحداث في غزة.. تيك توكر أمريكية تعتنق الإسلام

لماذا لا ترغب الولايات المتحدة في إيقاف الحرب بغزة؟

نصيب غزة من المتفجرات الإسرائيلية