سياسة

“من النهر إلى البحر”.. شعار فلسطيني يزعج أمريكا وإسرائيل

من النهر إلى البحر

شاع استخدام شعار “من النهر إلى البحر” خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين حول العالم، والتي عبّرت على مدى الأسابيع الأخيرة عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما أثار غضب إسرائيل ودوائر سياسية واسعة في الولايات المتحدة، فما السبب؟

شعار الرغبة في الحرية

تشير هذه العبارة إلى كامل الأراضي الممتدة من نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهي المساحة التي تشمل إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وغزة.

نشرت النائبة بالكونغرس الأمريكي، رشيدة طليب، فيديو على منصة “X” يوم الجمعة، اتهمت فيه رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، بدعم “الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين”، وفي نهاية المقطع هذا الفيديو، يمكن سماع حشد من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في ولاية ميشيغان وهم يرددون الشعار.

وكتبت طليب، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس، في تغريدة أخرى: “من النهر إلى البحر دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت والدمار والكراهية”.

تعرضت “طليب” لانتقادات من نواب ديمقراطيين آخرين، خاصة اليهود منهم، مثل النائب عن ولاية إلينوي، براد شنايدر، والذي وزّع منشورًا على أعضاء الكونغرس يدين تصريحها.

وكتبت المدعية العامة في ميشيغان، دانا ناسل، على “x”: “هذا مؤلم للغاية للكثيرين”، في إشارة إلى الشعار.

كيف ينظر اليهود إلى هذه العبارة؟

يعتقد بعض اليهود أن الشعار معاد للسامية والإبادة الجماعية لهم، بحجّة أنه يعني ضمنًا تفكيك إسرائيل كدولة عرقية يهودية.

وقالت رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة مدنية يهودية: “إنها في الأساس دعوة إلى إقامة دولة فلسطينية تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، وهي منطقة تضم دولة إسرائيل، وهو ما يعني تفكيك الدولة اليهودية”

وأضافت الرابطة: “إنها تهمة معادية للسامية تنكر حق اليهود في تقرير المصير، بما في ذلك من خلال إخراج اليهود من وطن أجدادهم”.

من جهتها، قالت اللجنة اليهودية الأمريكية: “على الرغم من أنه لا يوجد شيء معاد للسامية في الدعوة إلى أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، إلا أن الشعار معادٍ للسامية لأنه يدعو إلى القضاء على الدولة اليهودية”.

أصول الشعار

أوضحت الباحثة الفلسطينية الأمريكية، مها نصار، أن هذا الشعار اكتسب زخمًا بين الفلسطينيين في الستينيات عندما دعوا إلى دولة علمانية ديمقراطية واحدة تمتد عبر كامل الأرض المعروفة تاريخيًا باسم فلسطين، والتي تشمل كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وأشارت نصار أن منظمة التحرير الفلسطينية تبنّت الشعار كدعوة إلى تفكيك إسرائيل، عند تأسيسها على يد ياسر عرفات عام 1964.

وقالت: “كان الكثير من الفلسطينيين يعتقدون في ذلك الوقت أن تحقيق هذه الرؤية من المرجح أن يستلزم مغادرة الآلاف من اليهود طوعًا، حيث نظر الفلسطينيون إلى التواجد اليهودي على انه استعمار استيطاني”.

هل تستخدم حماس شعار “من النهر إلى البحر”؟

بينما تخلت الجماعات الفلسطينية الرائدة مثل منظمة التحرير الفلسطينية عن فكرة حل الدولة الواحدة لصالح حل الدولتين في الثمانينيات والتسعينيات، تمسّكت حركة المقاومة حماس بها.

حظيت “حماس” بالدعم من الشعب الفلسطيني بناءً على تصور مفاده أن القادة العلمانيين في منظمة التحرير الفلسطينية قد تخلوا عن الكثير من حقوق قضيتهم.

واستخدمت “حماس”، هذه العبارة في ميثاقها لعام 2017، والذي جاء في المادة 20 منه أن “حماس ترفض أي بديل عن تحرير فلسطين الكامل والتام من النهر إلى البحر”.

وحتى مع استخدام هذا الشعار، تقبل حماس بدولة فلسطينية لا تشمل الأراضي الإسرائيلية”.
يدل على ذلك ما جاء في الميثاق بأن “حماس، دون المساس برفضها للكيان الصهيوني، ودون التنازل عن أي حقوق فلسطينية، ترى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ومستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم التي طردوا منها لتكون صيغة توافق وطني”.

إسرائيل تستخدم الشعار أيضًا

الفلسطينيون ليسوا الوحيدين الذين استخدموا هذه العبارة، فقد استعان بها حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في برنامجه الحزبي.

تنص وثيقة الحزب على أن “بين البحر والأردن لن تكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية”، وتنظر الوثيقة إلى الدولة الفلسطينية على انها تهدد وجود إسرائيل.

وفي عام 2015، قال أحد نواب وزير الخارجية الإسرائيلي إن “المجتمع الدولي يجب أن يعترف بأن هذه الأرض بأكملها ملكنا، من البحر إلى النهر”.

حاخام يهودي: أرض فلسطين كلها من حق الفلسطينيين

من هم يهود حركة “ناطوري كارتا” الذين يعارضون الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟

عهد التميمي.. اعتقال جديد يُضاف لتاريخ الناشطة الفلسطينية