سياسة

المنشقون عن كوريا الشمالية.. لماذا تتناقص أعدادهم؟

كوريا الشمالية

تفرض كوريا الشمالية نظامًا سياسيًا واقتصاديًا مغلقًا ومتشدداً، حيث تقوم الحكومة برقابة وسيطرة شديدة على المعلومات وحرية التنقل، مما يحد من تواصل الشعب الكوري الشمالي مع العالم الخارجي.

وتشير العديد من التقارير إلى وجود انتهاكات حقوق الإنسان وقمع للحريات الأساسية في البلاد.، بينما تستمر جهود المجتمع الدولي لدفع كوريا الشمالية إلى فتح أبوابها وتحقيق التقدم والتغيير.

ورغم تلك الظروف الصعبة تشير الأرقام إلى تقلص عدد المنشقين أو الفارين من كوريا الشمالية، فما السبب؟

الهروب إلى الجارة الجنوبية

دفعت القيود الصارمة التي تفرضها البلاد على الحريات وتداول المعلومات، أعداد كبيرة الأشخاص إلى الهروب من البلاد حيث يطلق عليهم اسم “المنشقين”.

وتشير الأرقام إلى أن الفترة من التسعينيات إلى عام 2010، قد شهدت زيادة في أعداد الهاربين من كوريا الشمالية إلى جارتها كوريا الجنوبية، حيث بلغت العدد ذروته في العام 2009 ليصل إلى 2914 شخصاً.

ويعود ارتفاع أعداد الهاربين في الفترة المذكورة إلى تطلع المزيد من السكان إلى الهروب من البلاد بعد معاناتهم خلال مجاعة كوريا الشمالية في الفترة من 1994 إلى 1998 – حيث تتراوح تقديرات الوفيات من 240.000 إلى 3,500,000 – بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية القاتمة بشكل متزايد في البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي المجاور.

أسباب انخفاض عدد المنشقين

تشير الإحصائيات إلى انخفاض عدد الانشقاقات الناجحة بمجرد تولي كيم جونغ أون إلى السلطة منذ عام 2012، واستمر عدد المنشقين في الانخفاض على مر السنوات ليصل إلى 67 شخصاً فقط في العام 2022.

ويرجح المحللون أن انخفاض أعداد المنشقين عن كوريا الشمالية يعود إلى الضوابط الحدودية القوية التي اتبعتها الدولة في فترة حكم كيم جونغ أون.

 

ويرى المحللون أن تحسن علاقات كوريا الشمالية مع الصين والاتفاقيات مع روسيا بشأن إعادة الهاربين، قد ساهم في انخفاض أعداد المنشقين، حيث إنهم لا يستطيعون عبور الحدود إلى كوريا الجنوبية بسبب الرقابة الشديدة، وأغلق أمامهم أيضًا السفر عبر روسيا أو الصين للوصول إلى البلدان الصديقة من أجل طلب اللجوء.

وظهر تأثير تعاون الصين وروسيا مع كوريا الجنوبية في انخفاض عدد المنشقين، خاصة أنه كان أحد أهم السبل للهروب من كوريا، حيث أثبتت دراسة استقصائية عالمية للاجئين أن هناك 11 ألف لاجئ كوري شمالي يختبئون في الصين بالقرب من حدود كوريا الشمالية وحدها، دون احتساب بقية البلاد.

 

اقرأ ايضا : 

الهجرة إلى الولايات المتحدة.. 5 أسباب تجعلها الوجهة الأكثر تفضيلًا

من هو “يحيى السنوار” الهدف الرئيسي لإسرائيل في حربها على غزة؟

إجمالي مساعدات “سلمان للإغاثة” لـ فلسطين حتى سبتمبر 2023