أحداث جارية سياسة

طرد من الوظائف وتهديدات بالقتل.. لماذا يتم قمع المؤيدين لفلسطين في أمريكا؟

الأمريكيين المؤيدين للقضية الفلسطينية

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أنّ الأمريكيين المؤيدين للقضية الفلسطينية، يتمّ طردهم من وظائفهم، ويواجهون تهديدات بسبب التحدث علناً، ومناصرة القضية الفلسطينية.

وأوردت الصحيفة في تقرير لها يوم أمس الأربعاء، أنّ رسالة مفتوحة، نُشرت في “Artforum” في 19 أكتوبر الماضي، أعلنت ما يلي: “نحن ندعم التحرير الفلسطيني وندعو إلى وضع حد لقتل جميع المدنيين وإيذائهم”، علماً بأنه قد وقع على الرسالة آلاف الفنانين والعلماء والمثقفين، بما في ذلك محرر مجلة عالم الفن، ديفيد فيلاسكو.

عقاب للمؤيدين لفلسطين

وحسب الجارديان، فقد طُرد فيلاسكو من المجلة التي عمل فيها لمدة 18 عاماً، فيما تشير إلى أن التعاطف مع فلسطين كان منذ فترة طويلة “موقف الأقلية في الولايات المتحدة”، على حد قول الصحيفة، التي تضيف: “إلا أنّ المؤيدين يعاقبون بسبب التحدث علناً على مستوى جديد مثير للقلق”.

بدوره، قال متحدث باسم منظمة “فلسطين القانونية”، وهي مجموعة حقوق مدنية، إنّ المنظمة استجابت لأكثر من 260 “حادثة قمع” ضد ناشطين في مجال حقوق الفلسطينيين على مدار أسبوعين من شهر أكتوبر الماضي، وهو أكثر مما حصل طوال العام الماضي.

وحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، فقد تم تلقي 774 شكوى في الفترة ما بين 7 و24 أكتوبر الماضي، وهي أكبر موجة من الشكاوى، يتم التعامل معها منذ أعلن دونالد ترامب عن “حظره على المسلمين” في عام 2015.

ويقول جوستين سادوسكي، المحامي في كير، إن الرد السريع ضد الأصوات المؤيدة للفلسطينيين يعتمد على عقود من الجهود المنظمة لتشويه الخطاب الحقوقي الفلسطيني باعتباره مؤيدًا للإرهاب أو معادٍ للسامية، وقد وصف محامي الحقوق المدنية الراحل مايكل راتنر هذا الأمر بأنه “استثناء فلسطين من كل القيم والمبادئ المتعلقة بحرية التعبير”.

تهديدات بالقتل

واستهدفت الموجة الحالية – وفق الجارديان-  الناشطين المحترفين، وكذلك الأشخاص العاديين الذين تحدثوا دفاعاً عن الفلسطينيين، علماً بأنه قد تصاعد الأمر إلى تهديدات بالقتل واعتداءات وزيارات من مكتب التحقيقات الفيدرالي للأفراد المسلمين والمساجد.

ولفتت “الجارديان” إلى أنّ أعلى مستويات السلطة في الولايات المتحدة، دعمت منذ فترة طويلة الأصوات الداعمة لـ”إسرائيل وجيشها”، مضيفة أن “الآن، يخشى أنصار فلسطين أن تمثل الحرب، فرصة لمؤيدي حكومة الاحتلال لمواصلة سحق المعارضة في الولايات المتحدة”.

ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه عدة مدن أمريكية في الأسابيع الماضية، تظاهرات شارك فيها الآلاف، للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، وقصف وقتل المدنيين في غزة، وللتنديد بدعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي.

وفي الأسبوع الماضي، أمر حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، الجامعات الحكومية بحل مجموعات الحرم الجامعي المرتبطة بمنظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)، متهماً إياها بانتهاك قانون ضد تقديم “الدعم المادي” للإرهاب، فيما يقول سادوسكي إن ادعاءات فلوريدا زائفة.

مكارثية أمريكية جديدة

في غضون ذلك، خرجت بعض الأصوات المحذّرة مما يجري، وانتقد لورانس ترايب -الباحث القانوني في جامعة هارفارد- محاولات التشهير بالطلاب، وقال لشبكة “سي إن إن”: إن تسمية الطلاب والتشهير بهم، بالإضافة إلى “وصفهم بأنهم معادون للسامية هو أخطر بكثير من كونه مفيدًا.. يجب ألا نكرر تجاوزات عصر الممارسات المكارثية”.

ومن المعروف أن فترة المكارثيّة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، تميزت بالقمع السياسي والاضطهاد للأفراد اليساريين وسط حملة تنشر الخوف من التأثير الشيوعي والسوفيتي المزعوم على المؤسسات الأمريكيّة، فيما يقول محللون أنه لا يزال إرث المكارثيّة محسوسًا في السياسة الأمريكية بشدّة في هذه الأيام.

اقرأ أيضاً:

بسبب فلسطين.. إقالة شخصيات أمريكية بارزة من عملها

كيف ستنعكس حرب غزة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟

إسرائيل تقتل طفلًا فلسطينيًا كل 10 دقائق