قبل ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1981 بدأت الاحتفالات بالذكرى الثامنة لانتصارات حرب أكتوبر 1973.. الطائرات تزين السماء بالألوان والعروض العسكرية تتوالى بالأعلام، والجنود يوجهون التحية للرئيس محمد أنور السادات الذي كان يجلس وسط عدة مسئولين وقادة وضيوف دوليين في المنصة أمام النصب التذكاري للجندي المجهول.
لم يمر الكثير حتى بدأ عرض المدفعية.. تقدم القائد وحوله عدة دراجات نارية، توقفت واحدة بداعي العطل المفاجئ، حاول قائدها دفعها أمامه لكن انزلقت قدمه وسقط على الأرض ومن فوقه الدراجة، في الوقت الذي وقفت فيه سيارة أمام المنصة ونزل منها خالد الإسلامبولي لاستكمال الخدعة.
وجه القناص حسين عباس عدة طلقات في عنق السادات، بينما ألقى الإسلامبولي قنبلة وسط فزع وصراخ الحاضرين الذين اختبئوا تحت مقاعدهم خشية الإصابة بالطلقات التي لم تتوقف.
ظهر آخرون وظلوا يلقون القنابل في أماكن متفرقة، بينما الإسلامبولي يصعد إلى المنصة ويوجه دفعة من الطلقات إلى صدر السادات ليسقط غارقًا في دمائه رغم محاولات مدير مكتبه الخاص من حمايته.
سقط بجانب السادات 7 آخرين من قادة الجيش ورجال الدين والضيوف الأجانب والمصور الخاص بالرئيس.
ركض القتلة بشكل عشوائي في اتجاه أحد الميادين المحيطة، وطاردتهم قوات الأمن.. ليسقط حسين عباس، ويُعدم الإسلامبولي م أربعة آخرين بعد ذلك، إضافة إلى القبض على عبود الزمر المتورط في التخطيط والمشاركة في تنفيذ عملية الاغتيال وصدرت أحكام ضده بالسجن 25 سنة.
وُجهت التهم إلى 25 رجلًا الذين مثلوا للمحاكمة.. كان العديد من المتهمين غير نادم واعترفوا بما فعلوه، بينما حُكم على 17 آخرين بالسجن.
بعد نحو 4 أيام على مرور الحادث، أُقيمت جنازة عسكرية وشعبية مهيبة للرئيس الراحل، وتم نقل الجثمان بمروحية عسكرية إلى ساحة العرض حيث تم دفنه، بحضور ما يقرب من 800 قائد من حول العالم من ضمنهم 3 رؤساء أمريكيين سابقين.