أحداث جارية سياسة

معاناة أسرة أيرلندية بقطاع غزة.. هكذا تبدو الحياة في ظل القصف والتجويع

أسرة أيرلندية في غزة

يعيش أب أيرلندي وأسرته المكونة من زوجة و3 أطفال مع عائلة في غزة تتكون من 80 شخصًا، بعد أن تقطعت بهم السبل هناك أثناء إجازتهم.

يروي المهندس الأيرلندي إبراهيم الأغا تفاصيل الأهوال التي يعيشونها في غزة وسط القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف على القطاع المحاصر.

الأغا صاحب الـ 38 عامًا وزوجته حميدة صاحبة الـ 29 عامًا وأطفالهما الثلاثة سافروا إلى غزة للإقامة مع أقاربهما، لكنهم لم يتمكنوا من العودة إلى منزلهم في دبلن منذ العدوان الإسرائيلي بداية أكتوبر الجاري.

مخاطر في كل مكان

تعيش الأسرة الأيرلندية مع أكثر من 80 من الأصدقاء والأقارب في منزل والد المهندس إبراهيم الآغا وعيادته الطبية في خانيونس.

الابن الأكبر للزوجين، سامي، يبلغ من العمر ثمانية أعوام، وابنتهما إيلين تبلغ من العمر أربعة أعوام، وابنهما الأصغر، عمر، يبلغ من العمر ثلاثة أعوام.

وُلد الأطفال الثلاثة في دبلن حيث يعيش إبراهيم، وهو مواطن أيرلندي فلسطيني، منذ 15 عامًا.

قبل أسبوعين، اصطحب عائلته في رحلة محفوفة بالمخاطر مدتها 20 دقيقة بالسيارة إلى معبر رفح، بعد تلقيه رسالة من السفارة الأيرلندية في إسرائيل في الليلة السابقة، تبلغه فيها “بخطط خروج للمواطنين الأجانب”.

قال الأغا: “لقد كانت رحلة مخيفة للغاية، وكان بإمكانك سماع طائرات بدون طيار تحلق فوق رؤوسنا باستمرار، وانفجار القنابل على مسافة بعيدة”.

وأضاف: “يمكنني أنا وزوجتي أن نكذب على إيلين وعمر ونقول لهما إن الضوضاء مجرد ألعاب نارية لأنهما ما زالا صغيرين بما يكفي لتصديق ذلك. لكن لا يمكننا أن نقول نفس الأشياء لسامي. بدلًا من ذلك، أحاول طمأنته بالقول إننا لسنا مستهدفين والخطر بعيد، لكنه ما زال منزعجًا للغاية”.

وعند وصولهم، تلقى الأغا رسالة من وزارة الخارجية الأيرلندية وأبلغته بأن عليه “الابتعاد بشكل عاجل عن معبر رفح وانتظار المزيد من المعلومات”.

لكن الأسرة لم تتلق بعد أي معلومات أخرى حول عمليات الإجلاء المخطط لها.

الحياة في غزة

والد الآغا طبيب ويقيم مع 20 رجلاً آخرين في عيادته، وفي الوقت نفسه، تعيش حميدة وأطفالها الثلاثة في المنزل الكبير المكون من أربعة أسرّة والذي يملكه أهل زوجها، مع ما بين 60 إلى 70 امرأة وطفلًا آخرين.

قال المهندس إبراهيم الآغا: “لدينا كبار السن يعيشون هناك، وامرأة حامل وشخصين مصابين بمرض السكري. لديهم الأنسولين في الوقت الحالي، ولكن، مثل الماء والغذاء، فإن الإمدادات محدودة”.

وأضاف: “لقد فقدنا الأسبوع الماضي 11 فردًا من عائلتنا الكبيرة عندما دمرت قنبلة منازلهم وفقد العديد من الأشخاص المقيمين هنا ممتلكاتهم”.

وفي كل صباح، ينضم إليه العديد من الرجال الآخرين الذين يعيشون في العيادة، ويتوجهون على دراجات إلى المخبز المحلي حيث الطوابير الطويلة لشراء الخبز الذي قد يستغرق ساعات.

الماء والوقود ينفدان

ومع انخفاض المياه والوقود، تتساءل الأسرة وبقية أفرادها عن المدة التي يمكنهم خلالها تحمل الظروف الحالية.

وفي ليلة فائتة، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية شقة يملكها الآغا في مدينة غزة، مما أدى إلى ضياع مدخراته الثمينة.

وقال الآغا إن السلطات الأيرلندية “اعتادت على الاتصال بشكل متكرر” لكنها تتواصل بشكل أقل، مضيفًا: “يبدو الأمر وكأنهم يشعرون بالملل منا الآن ولن يحدث شيء”.

واختتم: “إما أن تنتهي هذه الحرب، أو، لا سمح الله، سأموت قبل أن تنتهي، لكن لا يبدو أننا سنحصل على المساعدة”.

وفي بيان مشترك نيابة عن السفارة الأيرلندية ووزارة الخارجية الأيرلندية، قال متحدث باسمها: “تواصل وزارة الخارجية العمل مع المواطنين الأيرلنديين في غزة، ومع السلطات المعنية، لدعمهم للخروج من هناك، بمجرد أن يصبح ذلك ممكنًا. نحن نبقى على اتصال يومي مع المواطنين الأيرلنديين في غزة. كما هو الحال مع جميع القضايا القنصلية، نحن لا نعلق على تفاصيل الحالات الفردية”.

بسبب فلسطين.. إقالة شخصيات أمريكية بارزة من عملها

مزارع شبعا.. قصة الصراع المتجدد بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي

خطة إسرائيل الجديدة لتطويق حماس.. هذه أبرز تفاصيلها