كشفت دراسة جديدة أن تناول الأطعمة الخفيفة فائقة المعالجة قد تسبب الإدمان مثل السجائر أو الهيروين.
ووجد تحليل لـ281 دراسة في 36 دولة، نُشر في المجلة الطبية البريطانية هذا الشهر، أن عدم قدرتك على ترك الآيس كريم ورقائق البطاطس والحلوى وغيرها من الأطعمة فائقة المعالجة، قد يكون له علاقة بإدمان ما أكثر مما يكون له علاقة بقدرتك على بضبط النفس.
وقالت الدراسة: “يبدو أن مزيج الكربوهيدرات المكررة والدهون الموجودة غالبًا في الأطعمة فائقة المعالجة، له تأثير إضافي على أنظمة مكافأة الدماغ، أعلى من المغذيات الكبيرة وحدها، مما قد يزيد من احتمال الإدمان على هذه الأطعمة”.
ووجد الباحثون أن 14% من البالغين و12% من الأطفال كانوا مدمنين على الأطعمة فائقة المعالجة، وذلك باستخدام نفس المبادئ التوجيهية لقياس تعاطي المخدرات.
ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات والسكر. بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على قيمة غذائية قليلة جداً أو معدومة.
وتشمل هذه الأطعمة أشياء مثل الآيس كريم ورقائق البطاطس والبرجر بالجبن والبطاطس المقلية والصودا والكعك والحلوى والبسكويت.
كما تم ربط هذه الأطعمة بعدد من المشكلات الصحية بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والاكتئاب لدى النساء، كما تم ربطها أيضًا بالتدهور المعرفي مثل الخرف.
إدمان الطعام
لا يتم تصنيف إدمان الطعام على أنه مرض عقلي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR)، وهو دليل لمتخصصي الرعاية الصحية لتشخيص الاضطرابات النفسية. ومع ذلك، كانت هناك أبحاث متزايدة حول هذا الموضوع في الـ20 عاماً الماضية، وفقاً للدراسة.
وقال آشلي جيرهاردت، الأستاذ بجامعة ميشيجان الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي: “هناك دعم متقارب ومتسق لصلاحية إدمان الأغذية فائقة المعالجة وأهميتها السريرية”، مضيفاً: “من خلال الاعتراف بأن أنواع معينة من الأطعمة المصنعة لها خصائص المواد المسببة للإدمان، قد نكون قادرين على المساعدة في تحسين الصحة العالمية”.
وتشمل أعراض إدمان الطعام الرغبة الشديدة في تناول الطعام حتى عندما تكون ممتلئاً بالفعل وغير جائع، أو تناول شيء أكثر مما كنت تنوي أو الاستمرار في تناول شيء ما على الرغم من العواقب السلبية.
وقال كريس فان تولكين، وهو طبيب ومؤلف كتاب “الأشخاص المعالجون للغاية”، لصحيفة الجارديان البريطانية إنه على الرغم من أن الطعام في حد ذاته لا يسبب الإدمان، إلا أن الأطعمة فائقة المعالجة “لا تعد طعامًا حقًا”. الغرض من الغذاء هو توفير التغذية، أما الغرض الأساسي للأطعمة فائقة المعالجة والـ”فاست فوود” هو الربح والنمو المالي.
علاقة أجسامنا بالطعام
لقد غيرت الأطعمة فائقة المعالجة علاقة أجسامنا بالطعام، وخاصة نظام المكافأة لدينا نحو الدهون والسكريات. وقال جيرهاردت: “لقد أصبح نظام البقاء لدينا في حالة من السرعة المفرطة”.
ويأتي ذلك عن طريق الدوبامين. وفقا للدراسة، عندما يتناول شخص ما هذه الأطعمة فإنه يحصل على ارتفاع في الدوبامين، مما يجعله يشعر بالارتياح. ويشعر بالفزع بمجرد تعطله ثم يتوق إلى الشعور الجيد من جديد، وتشبه هذه العمليات ما يحدث لأجسامنا عندما نستهلك الكحول أو السجائر أو غيرها من المواد المسببة للإدمان.
اقرأ أيضاً:
الأطعمة فائقة المعالجة وبدائلها
