يبدو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي شنت عملية “السيوف الحديدية” ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس، لا تمتلك حتى الآن نهاية واضحة لما بعد نهاية الحرب.
وتشن إسرائيل منذ ما يزيد عن 12 يومًا هجومًا ضاريًا على قطاع غزة، بعد أن استدعت عددًا ضخمًا من جنود الاحتياط بلغ 360 ألف جندي، فيما تلوح منذ أيام بعملية اجتياح بري محتملة للقطاع.
ونقلت رويترز عن ثمانية مسؤولين إقليميين وغربيين مطلعين على الصراع قولهم إن هذه العملية ستكون لا مثيل لها، وعلى عكس أي شيء نفذته إسرائيل في غزة في الماضي.
ماذا تريد إسرائيل من قصف غزة؟
يقول مسؤولون مطلعون على المناقشات بين الولايات المتحدة وزعماء الشرق الأوسط إن الاستراتيجية الإسرائيلية المباشرة هي تدمير البنية التحتية في غزة، حتى إذا كان المقابل هو سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
ومن بين الأهداف الأخرى لإسرائيل هو دفع مواطني قطاع غزة للنزوح باتجاه الجنوب وتحديدًا الحدود المصرية، حتى يتسنى لهم ملاحقة أعضاء حركة حماس وتدمير أنفاقها التي صنعتها تحت الأرض.
مستقبل ما بعد الحرب
وفي حين أن أهداف القصف الإسرائيلي لقطاع غزة تبدو واضحة، إلا أن سيناريو ما بعد نهاية الحرب لا يزال غامضًا وفق المسؤولين.
وأوضح مصدر مطلع على النقاشات في واشنطن، أن بعض مساعدي الرئيس بايدن يشعرون بالقلق من عدم وجود خطة واضحة لانتهاء الحرب، على الرغم من وضوح نظيرتها التي وضعتها إسرائيل لإلحاق الضرر بحماس.
وقال المصدر إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أكدا خلال زيارتهما الأخيرة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، على ضرورة التركيز على وجود خطة لما بعد نهاية الحرب.
كما عبّر المسؤولون عن قلقهم بشأن عدم وجود خطة لإدارة القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ 2006 ويقطن به 2.3 مليون نسمة، وذلك إذا انتهت الحرب لصالحها.
وبحسب ما قاله مصدر أمني إقليمي، فإن إسرائيل لا تعرف سوى إسقاط آلاف القنابل على القطاع وتدمير كل شيء ومن ثم الدخول، لكن فيما يتعلق بالخروج فليس لديها أدنى فكرة عما سيحدث.
أخطاء “11 سبتمبر”
حتى وقتنا الحالي قتل القصف الإسرائيلي على القطاع 3500 مدني ثلثهم من الأطفال، بحسب السلطات الفلسطينية، وهو عدد يفوق أي ضحايا في صراع بين إسرائيل وحماس من قبل.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من الوقوع في أخطاء مماثلة لأخطاء الولايات المتحدة، والتي أعقبت هجوم 11 سبتمبر في عام 2001.
وقال إن “الغالبية العظمى من الفلسطينيين ليسوا من حماس، حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، ومن بينهم نتنياهو، إنهم سيقضون على حماس انتقاما لهجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس، والتي تُعد الهجمات الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل البالغ 75 عاما.
ساحة الحرب
تقول المصادر الإقليمية إن القضاء على حماس لن يتم بالدبابات والقوة النارية، نظرًا لوجود الأنفاق التي تجعل من الحرب مهمة صعبة داخل القطاع.
ونقلت رويترز عن خبيرين عسكريين إقليميين، قولهم إن كتائب عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحماس قامت بالتعبئة من أجل الغزو وزرعت ألغاما مضادة للدبابات وعبوات ناسفة لنصب كمين للقوات.
وتشير التوقعات إلى أن العملية البرية التي تلوح بها إسرائيل ستكون أكبر بكثر من عملياتها السابقة في الأعوام 2008-2009، و2012 و2014، والتي كانت تضعف قدرات حماس ولكنها لم تقض عليها تمامًا.
وأسفرت تلك المواجهات السابقة عن مقتل نحو 4 آلاف فلسطيني وأقل من 100 إسرائيلي.
ولكن المسؤولين الأمريكيين غير متفائلين بقدرة إسرائيل على القضاء على حماس بشكل نهائي، كما أنهم لا يعتقدن بأن هناك فرصة في احتلال غزة أو السيطرة عليها.
ويُعد السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن تقتحم القوات الإسرائيليلة القطاع ثم تأسر أكبر عدد من أعضاء حماس وتدمر الأنفاق وورش الصواريخ، وهذا سيترتب عليه أيضًا خسائر إسرائيلية كبيرة سيدفعها وقتها للبحث عن مخرج.
جبهات جديدة للحرب
يبقى التخوف الأكبر من امتداد فتيل الحرب إلى جبهات أخرى خراج غزة، مع تلويح إيران وحزب الله اللبناني بالانخراط في الصراع.
وقبل أيام، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من احتمال اتخاذ إجراء “وقائي” ضد إسرائيل إذا نفذت غزوها لغزة، قائلًا إن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا فشلت الولايات المتحدة في كبح جماح إسرائيل.
وكان القادة العرب أعربوا خلال لقائهم بلينكن في جولته للشرق الأوسط الأسبوع الماضي، من رفضهم لسياسية العقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين والتي ستؤجج الاضطرابات الإقليمية.
كما حذر القادة العرب من الغضب الشعبي الذي سيتصاعد في أنحاء المنطقة مع استمرار ارتفاع عدد القتلى.
اقرأ أيضاً:
من أين سيأتي الوباء القادم؟ هذا ما يتوقعه العلماء
إتاحة التقديم في برنامج “هندسة صيانة الطائرات” للنساء لأول مرة
الأمم المتحدة تحذّر: الشرق الأوسط على حافة الهاوية