أحداث جارية سياسة

من بحر البقر إلى المستشفى المعمداني.. جرائم إسرائيل لا تتوقف

أعادت مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، إلى الأذهان حادث مدرسة بحر البقر المصرية قبل 53 عامًا.

كانت قوات الاحتلال قصفت المستشفى الأهلي المعمداني التابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية في القدس بضربة جوية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شهيد بينهم أطفال.

ووثقت مقاطع الفيديو حجم الدمار والنيران التي التهمت المشفى، فيما عجت جنباتها بالجثث والأشلاء ودماء الضحايا، كما أظهرت سيارات الإسعاف وهل تنقل المئات من الضحايا والمصابين إلى مجمع الشفاء الطبي.

ونددت العديد من الدول بالمجزرة قائلين إنها ترتقي لتكون جريمة حرب بحق المدنيين العُزل في قطاع غزة، وانتهاكًا لأحكام القانون الدولي والإنساني.

ولكن المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي خرج لينفي اضطلاعه في هذا الحادث، قائلًا إن حركة الجهاد الإسلامي هي من أطلقت القذيفة على المستشفى وأن إسرائيل بريئة منها.

“اليوم الأسود”

لم يكن ما حدث في مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزة ببعيد عن جرائم الاحتلال التي ارتكبها في مصر عام 1970، وكان أبرزها حادث مدرسة بحر البقر التي يتذكرها أهالي الضحايا حتى الآن بـ “اليوم الأسود”.

في صباح يوم 8 أبريل من نفس العام، كان طلاب المدرسة التي تقع في محافظة الشرقية يجلسون آمنين في فصولهم حتى باغتهم سلاح الجو الإسرائيلي بضربة قتلت 34 طفلًا وأصابت أكثر من 50 آخرين.

ونقل المصورون الصحفيون آنذاك صورًا لأنقاض المدرسة، وأرضها التي افتُرشت بما تبقى من الكتب والصفحات الملطخة بالدماء وسط الركام وحطام المباني.

بحسب شهادات ذوي الضحايا كانت بعض الجثث مقطعة والبعض الآخر كان مجرد أشلاء، وتسلم الأهالي بقايا أبنائهم حتى يشيعوها إلى مثواها الأخير.

وبنفس النهج، زعم الاحتلال الإسرائيلي وقتها أن التفجير كان حادثًا، وأن معلومات وردت إليهم بأن المدرسة كانت تُستخدم من قبل الحكومة المصرية كقاعدة عسكرية.

ولكن التحقيقات التي أعقبت الحادث لم تثبت وجود أي بقايا لأسلحة أو معدات عسكرية بين الأنقاض، وهو ما نفاه أيضًا أهالي البلدة الصغيرة وقتها.

“الدرس انتهى”

كانت مجزرة مدرسة بحر البقر من أكثر جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي استفزت مشاعر المصريين، نظرًا لأن الضحايا الأكثر فيها من الأطفال.

وكان قصف المدرسة نواة للعديد من الأعمال الفنية، سواء كان فيلمًا أو عملًا فنيًا قائمًا بذاته على قصة الحادث، أو من خلال تضمينه كجزء من بين بعض الأعمال الفنية الأخرى.

وتُعد أغنية “الدرس انتهى” للمطربة المصرية شادية من أبرز الأعمال التي تعلق في ذهن المصريين عن الحادث والتي تقول كلماتها للشاعر صلاح جاهين:

وثب.. قفز.. قذف.. قتل

الدرس انتهي لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال

في قصر الأمم المتحدة.. في مسابقة لرسوم الأطفال

إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي؟

دي الطفلة المصرية السمرا.. كانت من أشطر تلاميذي

وكتب الشعر فؤاد حداد أيضًا أغنية “يا بلادي” التي توثق المجزرة، ولحن الكلمات الملحن بليغ حمدي والتي تقول:

محافظة الشرقية

مدرستى.. بحر البقر الابتدائية

كراستى.. مكتوب عليها تاريخ اليوم

مكتوب على الكراس اسمي

سايل عليه عرقي ودمي

من الجراح اللي فى جسمي

ومن شفايف بتنادي

يا بلادي.. يا بلادي.. أنا بحبك يا بلادي

بينها التهميش وتفاقم الصراعات.. أبرز أسباب الفقر العالمي

الفقر في غزة.. ظروف صعبة وحرب طاحنة

المأساة الإنسانية في غزة تتصاعد (أرقام)