أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية NASA، مركبة فضائية من فلوريدا في طريقها إلى “سايكي” وهو أكبر الكويكبات الغنية بالمعادن المعروفة في نظامنا الشمسي، ويعتقد العلماء أنه بقايا كوكب أولي قديم، ما يوفر أدلة حول تكوين الأرض.
انطلق المسبار Psyche، المطوي داخل حجرة الشحن لصاروخ SpaceX Falcon Heavy، تحت سماء غائمة جزئيًا من مركز كينيدي للفضاء التابع لـ NASA، في رحلة مخططة لمسافة 3.5 مليار كيلومتر عبر الفضاء، ومن المقرر أن تصل المركبة الفضائية، التي يبلغ حجمها حجم شاحنة صغيرة تقريبًا، إلى الكويكب في أغسطس 2029.
يمثل الإطلاق الأحدث في سلسلة من مهام ناسا الأخيرة التي تسعى للحصول على رؤى حول أصول كوكبنا قبل حوالي 4.5 مليار سنة من خلال إرسال مركبة فضائية آلية لاستكشاف الكويكبات، الآثار البدائية من فجر النظام الشمسي.
يبلغ عرض الكويكب “سايكي” نحو 279 كم عند أوسع نقطة له ويقع على الأطراف الخارجية لحزام الكويكبات الرئيسي بين كوكبي المريخ والمشتري.
وقالت ناسا إن عملية قيام المركبة الفضائية بفتح الألواح الشمسية المزدوجة بشكل مستقل وتوجيه هوائيات الاتصالات الخاصة بها نحو الأرض تستغرق حوالي ساعتين.
ويخطط فريق مختبر الدفع النفاث لقضاء من 3 إلى 4 أشهر المقبلة في إجراء فحوصات لأنظمة المركبة الفضائية قبل إرسالها في رحلتها إلى الفضاء السحيق، مدفوعة بمحركات أيونية تعمل بالطاقة الشمسية والكهربائية يتم استخدامها لأول مرة في مهمة بين الكواكب.
بعد الوصول إلى الكويكب، ستدور المركبة الفضائية حوله لمدة 26 شهرًا، وتقوم بمسح الكويكب باستخدام أدوات مصممة لقياس جاذبيته وخصائصه المغناطيسية وتكوينه.
ووفقًا للفرضية الرائدة، فإن الكويكب هو الهيكل الداخلي المنصهر والمتجمد منذ فترة طويلة لكوكب صغير تمزقه الاصطدامات مع الأجرام السماوية الأخرى في النظام الشمسي المبكر، ويدور حول الشمس على بعد حوالي 3 مرات من الأرض، حتى في أقرب نقطة لها من كوكبنا.
يُعتقد أن هذا الكويكب يتكون إلى حد كبير من الحديد والنيكل والذهب ومعادن أخرى، بقيمة نقدية افتراضية جماعية تبلغ 10 كوادريليون دولار.. “الكوادريليون الواحد عبارة عن مليون مليار”.
لكن المهمة لا علاقة لها بالتعدين الفضائي، بحسب العلماء، وهدفها هو الحصول على فهم أكبر لتكوين الأرض والكواكب الصخرية الأخرى التي بنيت حول نوى من المعدن المنصهر.
الكويكب، الذي جرى اكتشافه عام 1852 وسمي على اسم إلهة الروح في الأساطير اليونانية، هو الأكبر من بين حوالي تسعة كويكبات معروفة يبدو من عمليات رصد الرادار الأرضية أنها تتكون إلى حد كبير من المعدن، مع خليط من المواد الصخرية.
“سديم الصفاء”.. ما حقيقة الصورة المتداولة المنسوبة لـ “ناسا”؟
ناسا تعثر على مسبارها المفقود الذي يستكشف الكون منذ عام 1977