صحة علوم

لماذا تصاب النساء بأمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال؟

تمثل النساء ما يقرب من 80% من حالات أمراض المناعة الذاتية، إنهن أكثر عرضة للمعاناة من الألم المزمن، والأرق، والألم العضلي الليفي، ومتلازمة القولون العصبي، والصداع النصفي، فضلًا عن أنهن أكثر عرضة للوفاة بالنوبات القلبية من الرجال.

تعاني النساء من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة بمعدل ضعف الرجال، ويواجهن ارتفاعًا في معدل انتشار فقدان الشهية بتسعة أضعاف، وهو اضطراب الصحة العقلية الأكثر فتكًا.

لكن لماذا تصاب النساء بهذه الأمراض بمعدل أعلى بكثير من الرجال؟

لا يمكن تفسير مثل هذه الفوارق الصارخة بالعوامل الوراثية والهرمونية وحدها.. تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورًا مهمًا أيضًا.

على وجه التحديد، يبدو أن بعض الفضائل، مثل القبول ونكران الذات الشديد وقمع الغضب، قد تجعل النساء عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.

إسكات الذات

في أواخر الثمانينيات، حددت دانا جاك، عالمة النفس التي تدربت في جامعة هارفارد، موضوعًا متكررًا بين المرضى الإناث اللاتي يعانين من الاكتئاب، وهو “الميل إلى صمت الذات”، والذي يُعرف بأنه الميل إلى الانخراط في الرعاية القهرية وإرضاء الآخر، وتثبيط التعبير عن الذات، هذا السلوك المكتسب كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

كشفت أدلة كثيرة أن إسكات الإناث لأنفسهن لا يرتبط فقط بمشكلات نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الأكل، ولكن أيضًا بأمراض جسدية.

في مارس 2022، اكتشف فريق من الباحثين في جامعة بيتسبرغ أن النساء اللاتي وافقن بشدة على عبارات مثل “نادرًا ما أعبر عن غضبي للمقربين مني”، كن أكثر عرضة بنسبة 70% للإصابة بتصلب الشرايين السباتية المتزايدة، وربطت دراسات أخرى إسكات الذات بمتلازمة القولون العصبي، وفيروس نقص المناعة البشرية، ومتلازمة التعب المزمن، والسرطان بين النساء.

خطر الوفاة المبكرة

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن إسكات النساء لأنفسهن يرتبط أيضًا بزيادة خطر الوفاة المبكرة.. في إحدى الدراسات، تابع الباحثون ما يقرب من 4000 شخص على مدى 10 سنوات، ووجدوا أن النساء اللاتي لم يعبرن عن أنفسهن عندما تشاجرن مع أزواجهن كن أكثر عرضة للوفاة بـ4 أضعاف من أولئك اللاتي فعلن ذلك.

وكان هذا صحيحًا حتى عند أخذ عوامل مثل العمر وضغط الدم والتدخين ومستويات الكوليسترول في الاعتبار.

ضغط المرأة على مشاعرها

عندما تضغط المرأة على مشاعرها وتطرح احتياجاتها جانبًا، فإن صحتها تتأثر، ولكن قد يكون من الصعب على المرأة أن تفعل خلاف ذلك في ثقافة تشجع هذه الممارسات من إسكات الذات.

في حين يتم الإشادة بالشابات لأنهن “يشعرن بالهدوء”، فإن الأمهات يتم تبجيلهن لكونهن إيثاريات مجتهدة إلى حد نكران الذات، هذه المعايير غير المعلنة تنشئ حلقة مفرغة.

بالنسبة للعديد من النساء، يبدو من الأسهل إسكات احتياجاتهن على حساب صحتهن، بدلاً من السباحة ضد التيار الثقافي السائد.

يقول الطبيب والمؤلف غابور ماتي، أن العديد من الصفات التي نعتبرها “نقاط قوة مثيرة للإعجاب وليست مسؤوليات محتملة” في المجتمع هي في الواقع سامة بشكل لا يصدق.

دراسة حديثة: النوم العميق يعزز صحة القلب

سر اللوزة الدماغية.. لماذا ينسى الدماغ التنفس؟

دراسة جديدة تمهد الطريق لتوفير علاجات مستقبلية لفقدان السمع