تُعد القهوة أحد الملامح التراثية في الثقافة السعودية منذ مئات السنين، وهي رمز للكرم في منطقة شبه الجزيرة العربية بأكملها التي اشتهر أهلها بحسن الضيافة والاستقبال.
وعرفت منطقة شبه الجزيرة العربية القهوة على يد الشيخ جمال الدين الذبحاني في القرن الخامس عشر، والذي عرف القهوة خلال تنقله بين المدن المختلفة، فأعجب بمذاقها وعندما عاد أرسل من يجلبها من الحبشة ليبدأ تاريخ القهوة عند العرب.
في اليوم العالمي للقهوة، نرصد في السطور التالية نظرة على أبرز ملامح زراعة وإعداد القهوة في الثقافة السعودية.
استهلاك القهوة في المملكة
المملكة من أكثر دول العالم استهلاكًا للبُن في العالم، وهو ما دفعها لتبني خطة تحقيق الاكتفاء الذاتي من حبوب القهوة ضمن رؤية المملكة 2030.
وتتركّز زراعة البن في ثلاث مناطق وهي: الباحة وجازان وعسير وتنتج كل منهم 108 أطنان و2040 طنًا و240 طنًا سنويًا على الترتيب، بحسب وزارة البيئة والمياه والزراعة.
أنواع البن السعودي
تشتهر المملكة بزراعة أجود أنواع البن ومنها:
البن الخولاني
أحد أغلى وأندر الأنواع في العالم وتشتهر زراعته في سفوح جبال جازان حيث تتوافر جميع الظروف البيئية من حيث التربة الخصبة والطقس المناسب، وتعود تسميته إلى قبيلة خولان بن عامر التي تسكن الجبال بين السعودية واليمن.
البن الهرري
تستورده المملكة في إثيوبيا وهي أحد أهم البلدان في زراعة البن، وتعود تسميته إلى مدينة هرار الإثيوبية، ويتم حاليًا زراعته في المملكة وينقسم إلى ثلاثة أنواع لونجبيري وشورتبيري وموكا.
أسباب تفرّد القهوة السعودية
تتأثر جودة القهوة السعودية ببعض العوامل ومنها:
معالجة البُن
إذ يتم تجفيفه بالطريقة العادلة أو المغسولة أو الطريقة العسلية.
تاريخ التحميص
تكون جودة البن أعلى عندما يتم تحميصه حديثًا، حيث تحتفظ القهوة بخصائصها وطعمها الأصلي.
التخزين الخاطئ
إذ يثفضل تخزينه بعيدًا عن الهواء والرطوبة، ومن الضروري تجنب حفظها في الثلاجة حتى لا تمتص الروائح الأخرى.
نوعية البُن
يتغير طعم القهوة عندما يتم تخزينها لفترة طويلة أو كانت الحبوب غير طازجة.
أدوات تحضير القهوة السعودية
يتم إعداد القهوة السعودية في 4 أدوات وهي:
المحماس
تكون من الحديد أو النحاس وتستخدم لحمس القهوة على النار وتكون متبوعة بيد مشابهة لتقليب البُن.
المبرد
بعد التحميص على النار، يوضع البن في إناء مصنوع من الخشب أو الخوص، وتختلف أشكاله ما بين دائري أو مستطيل وهو الشكل الأبرز.
النجر
يُعرف أيضًا بالهاون وهو كتلة مجوفة من الحجر أو النحاس يُستخدم في طحن حبوب البن والهيل، ويكون له يد مصنوعة من نفس المادة.
المعاميل
وهي الأواني التي تُصنع فيها القهوة، وتكون من النحاس الأصفر أو الأبيض، وتُعرف بأسماء مثل المطباخة أوالمصفاة أو المبهارة أو الزل.
كيف تُقدم القهوة السعودية؟
تختلف عادات تقديم القهوة السعودية من منطقة لأخرى على حسب أعراف وتقاليد كل قبيلة، ألا يتم صب القهوة إلا من قبل صاحب البيت أو ابنه، ولا يقوم بصبها الكبير ما دام هناك أصغر منه.
يمسك المضيف دلة القهوة بيده اليسرى وهي قاعدة متعارف عليها، وفي اليد اليمنى أربعة فناجين يتجول بها على الضيوف، فيما يمسك الضيف الفنجان بإصبعيه السبابة والإبهام.
قبل أن يتم تقديم القهوة للضيوف، على المضيف أن يشرب فنجانه أولًا حتى يتأكد الحضور من نظافتها وخلوها من أية سموم، وهي عادة قديمة تم توارثها.
يجب على المضيف أن يصب القهوة واقفًا ولا يجلس حتى ينتهي الضيوف من الشُرب، ولا يجوز صب الفنجان بالكامل حتى لا يكون دليلًا على استعجال الضيف أو عدم الرغبة في استقباله مجددًا، كما لا يجوز ملء الفنجان بأقل من الربع حتى لا يكون دليلًا على البُخل.
ويتم تقديم القهوة لكبار السن في المجلس أولًا، ويكون التقديم مصحوبًا بجُمل مثل سم، تفضل، تقهو.
المملكة تدخل عالم صناعة السيارات الكهربائية.. خبرة “لوسد” الطويلة تنتقل إلى جدة
نتفليكس.. إمبراطورية الترفيه التي بدأت بقرص DVD تتخلى عنه أخيراً!