اكتشف الباحثون الطريقة التي يتعامل بها الدماغ لتحفيز الجسم لتحمل الإجهاد والتوتر، إذ ينتج المخ نفس مواد القنب، والتي تعمل على تهدئتك عن طريق تحفيز نفس المستقبلات في الدماغ التي تفعلها مادة رباعي هيدروكانابينول (THC) الموجودة في نباتات القنب، إذ لم يكن معروفًا من قبل وظيفة هذه الشبكات العصبية وأنماط نشاط الدماغ التي تفرز هذه المواد القنبية الداخلية.
دراسة جديدة
اكتشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة نورثويسترن ميديسن على الفئران أن مركز الدماغ العاطفي الرئيسي “اللوزة الدماغية” يطلق جزيئات القنب الداخلية تحت الضغط، وهذه الجزيئات تخفف من إنذار الإجهاد الوارد من “الحصين” بالدماغ، والذي يعد مركز الذاكرة والعاطفة في الدماغ، وتوفر هذه النتائج مزيدًا من الدعم للفرضية القائلة بأن جزيئات القنب الداخلية هذه هي استجابة الجسم الطبيعية للتكيف مع الإجهاد.
يزيد التعرض للتوتر من خطر تطور أو تفاقم الاضطرابات النفسية بدءًا من القلق العام والاكتئاب الشديد وحتى اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD )، لذا يقول مؤلف الدراسة الدكتور هانز ساتشي باتل، رئيس قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة نورث وسترن “إن فهم كيفية تكيف الدماغ مع الإجهاد على المستوى الجزيئي والخلوي والدائري يمكن أن يوفر نظرة واضحة حول كيفية ترجمة التوتر إلى اضطرابات مزاجية، وقد يكشف عن أهداف علاجية جديدة لعلاج الاضطرابات المرتبطة بالتوتر”، وأضاف باتيل إن الدراسة يمكن أن تشير إلى أن الخلل في نظام إشارات القنب الداخلي في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى قابلية أكبر لتطوير الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، على الرغم من أن هذا لا يزال يتعين تحديده عند البشر.
طريقة إجراء البحث
استخدم علماء نورث وسترن في الدراسة مستشعرًا بروتينيًا جديدًا يمكنه اكتشاف وجود جزيئات القنب هذه في نقاط اشتباك عصبي معينة في الدماغ، خلال وقت التوتر والتي أظهرت أن أنماط محددة عالية التردد من نشاط اللوزة يمكن أن تولد هذه الجزيئات، وأظهر المستشعر أيضًا أن هذه الجزيئات تم إطلاقها نتيجة لعدة أنواع مختلفة من الإجهاد لدى الفئران.
عندما أزال العلماء مستقبل القنب من النوع 1، أدى ذلك إلى ضعف القدرة على التعامل مع التوتر والعجز التحفيزي لدى الفئران، إذ أظهرت الفئران استجابات أكثر سلبية عند التعرض للإجهاد، وكان لديها تفضيل أقل لشرب ماء السكروز المحلى بعد التعرض للإجهاد، فيما قد تكون النتيجة الأخيرة مرتبطة بانعدام التلذذ، أو انخفاض المتعة، والذي غالبًا ما يعاني منه المرضى الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالتوتر مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
مستقبل الدراسة
وقال باتل إن أحد أنظمة الإشارات الرائدة التي تم تحديدها كمرشح بارز لتطوير الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر هو نظام endocannabinoid، مضيفًا “إن تحديد ما إذا كان يمكن استخدام مستويات متزايدة من القنب الداخلي كعلاجات محتملة للاضطرابات المرتبطة بالتوتر هو الخطوة المنطقية التالية من هذه الدراسة وعملنا السابق” خاصة أن بحسب قوله “هناك تجارب سريرية مستمرة في هذا المجال قد تكون قادرة على الإجابة على هذا السؤال في المستقبل القريب.”
هل تحمي العدسات الحاجبة للضوء الأزرق العين من الإجهاد؟