أثارت قصة الصبي ذي الثلاثة عشر عاماً ذهول العالم، بعدما تمكن من النجاة بحياته عقب سقوطه من ارتفاع يبلغ نحو 100 قدم في ولاية داكوتا بأمريكا، وتعد قصة هذا الصبي ليست الوحيدة حيث نجت فيسنا فولوفيتش، مضيفة الطيران، بأعجوبة بعد سقوطها من ارتفاع يبلغ 33 ألف قدم من طائرة في السبعينيات دون استخدام مظلة.
وقال الأطباء إن انخفاض ضغط الدم لديها على الأرجح هو السبب في أنها فقدت الوعي بسرعة بمجرد انخفاض الضغط في المقصورة، ومن المحتمل أن يمنع ذلك قلبها من الانفجار عندما تصطدم بالأرض، حيث تعد التأثيرات عالية الطاقة، مثل السقوط من ارتفاع كبير أو التعرض لاصطدام سيارة، من الأسباب الشائعة لتمزق القلب.
فرص النجاة لا تتخطى 50 %
ويقول الدكتور ديمتريوس ديميترياديس، أستاذ الجراحة في كلية كيرك للطب بجامعة كيرك في جنوب كاليفورنيا، إن واحدة من العوامل الرئيسية التي يجب أخذها في الاعتبار هي ارتفاع الشخص عند سقوطه، حيث أن 50% من الأشخاص الذين يسقطون من ارتفاع يبلغ حوالي 48 قدمًا أي ما يعادل أربعة طوابق سيموتون، ويعتبر النجاة في حالة السقوط من ارتفاع يزيد عن 80 قدمًا أمرًا استثنائيًا ومعجزة.
وأضاف ديميتريادس، أن أسوأ طريقة للسقوط هي الهبوط على الرأس، لافتًا أنه ربما إذا سقطت على قدميك، فقد تكون لديك فرص أفضل للبقاء على قيد الحياة، ولكن هذا يعتمد على العديد من العوامل.
فرص نجاة الأطفال أعلى 5 أضعاف
وأكد أن العمر يؤثر أيضًا على فرص البقاء على قيد الحياة بعد السقوط، مستشهدًا بالتقارير الإخبارية حول حوادث سقوط الأطفال، موضحًا أنه عند مقارنة حوادث السقوط من نفس الارتفاع، يكون معدل النجاة في فئة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا أعلى بمقدار خمسة أضعاف من تلك التي تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، متابعًا “الأطفال بشكل عام يتعافون بشكل أفضل بكثير لأن لديهم الكثير من الاحتياطيات الفسيولوجية، وثانيًا، أجسادهم وخاصة عظامهم، مصممة لتحمل ضغوط أكبر بكثير.
تجنب إصابات الرأس والحبل الشوكي
أكد ديميترياديس، أن التصرف بشكل فعال في حالة السقوط يكون صعبًا للغاية، ولكن إذا كان لديك الوقت، فيجب محاولة إيقاف السقوط، عن طريق البحث عن صخرة أو شجرة أو أي شيء آخر يمكن استخدامه كوسيلة للتوقف.
وأضاف: “حاول أن تهبط على قدميك، قد تتعرض لكسور خطيرة، ولكن هذه الإصابات قابلة للعلاج، الأمر المهم هو تجنب الإصابات الشديدة في الرأس أو الحبل الشوكي، والتي من الممكن أن تتسبب في الشلل لبقية حياتك.
المظلات وسيلة فعالة للنجاة
تقول أنيت هوسوي قالت أستاذة الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن استخدام وسائل الحماية مثل المظلات في حالات السقوط العالي، يقلل سرعة الهبوط ويوفر وسيلة لتوزيع قوة الصدمة على مساحة أكبر من الجسم، مما يزيد من فرص النجاة وتقليل إصابات الشخص المتعرض للسقوط.
وأشارت هوسوى إلى أن وجود مظلة يوفر مساحة كافية لمقاومة تدفق الهواء مما يجعل سرعة الهبوط النهائية حوالي 16 كم/ساعة، وهذا أمر جيد للنجاة، أما في حالة عدم وجود مظلة، فقد تصل سرعة الهبوط النهائية – اعتمادًا على وضعية الجسم – إلى حوالي 241 كم/ساعة، وهو أمر يشكل مشكلة واضحة.
“سديم الصفاء”.. ما حقيقة الصورة المتداولة المنسوبة لـ “ناسا”؟