صحة

هل “مناطق حرق الدهون” الموجودة في معدات تمارين القلب دقيقة؟

أصبح الكثير من الناس مؤخرًا يعتمدون على الأجهزة الحديثة لقياس معدل الدهون في الجسم، إلا أن دراسة جديدة أثبتت أن توصيات “منطقة حرق الدهون” في أجهزة القلب التجارية قد تضلل الناس، حيث يُنصح الأفراد بالبقاء ضمن نطاق محدد من معدل ضربات القلب للوصول إلى “منطقة حرق الدهون” أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ومع ذلك تشير الدراسة إلى أن هذه المقاييس قد لا تكون دقيقة لجميع الأشخاص.

نهج واحد لا يناسب الجميع

قام باحثون من مدرسة إيكان للطب بجبل سيناء بتحليل بيانات 26 مشاركًا ومراقبة معدل ضربات القلب ومعدل حرق الدهون أثناء ممارسة التمارين، وتبين لهم أن معدل ضربات القلب الأمثل لحرق الدهون يختلف كثيرًا عن التوصيات المعتادة لمناطق حرق الدهون في أجهزة التمرين.

 

وأشارت هانا كيتريل مديرة “Physiolab” في إيكان إلى أن اتباع نهج “نظام واحد يناسب الجميع” قد يؤدي إلى ممارسة الأفراد بكثافة لا تتفق مع أهدافهم، وبدلاً من الاعتماد على توصيات معدل ضربات القلب في مناطق حرق الدهون، يُفضل أن يبحث الأشخاص عن إرشادات أكثر تخصيصًا إذا كانوا يرغبون في خسارة الوزن.

واقترحت “كيتريل” أن يستخدم الأشخاص الاختبارات التي تقيس استجابة الشخص الفسيولوجية للتمارين الرياضية كأداة مفيدة لتحديد خصائص التمرين الرياضي المناسبة بدقة.

ويؤكد الباحثون أن السبب الرئيسي الذي يجعل مناطق حرق الدهون في أجهزة القلب غير دقيقة يعود إلى اعتمادها على العمر ومعدل ضربات القلب والجنس، ولكن حتى بعد مراعاة هذه العوامل، فإنها لا تستطيع دائمًا توقع الحد الأقصى لمعدل أكسدة الدهون للشخص.

التجربة تثبت عدم دقة أجهزة القلب

طلب العلماء من 2 من المشاركين في الدراسة استخدام أجهزة القلب لعرفة معدل ضربات القلب الذي يحتاجونه للوصل إلى منطقة حرق الدهون وأوضحت الأجهزة أن منطقة حرق الدهون لديهما ستكون بين 55% و75% من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب.

 

بعد إجراء الاختبار الفسيولوجي للتمارين الرياضية، تبين أن الشخص الأول يحتاج إلى ما يصل إلى 85% من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب للوصول إلى منطقة حرق الدهون، بينما يحتاج الشخص الثاني إلى 65% فقط، وبناءً على هذه الدراسة، يمكن القول إن استخدام توصيات “منطقة حرق الدهون” في أجهزة القلب التجارية قد يكون غير دقيق ومضلل، وإذا كان الفرد يريد خسارة الوزن، فمن الأفضل أن يستشير مدربًا رياضيًا مؤهلًا أو أخصائي في اللياقة البدنية للحصول على توجيهات ملائمة لاحتياجاته الخاصة.

كما أوضح الباحثون أن في كثير من الأحيان كل ما يحتاجه الفرد هو الاستناد إلى ما يشعر به فإذا كان يشعر بأنه يتدرب بشدة وأنه يستهلك طاقة كبيرة أثناء التمرين، فمن المحتمل أنه يحرق سعرات حرارية ودهون بشكل جيد بغض النظر عن معدل ضربات القلب.