تُعتبر زراعة الأذن، المعروفة أيضًا بالعلاج بالإبر الأذني، تقنية غير جراحية تهدف إلى تحفيز نقاط الضغط على الأذن، وتستهدف هذه النقاط المحددة للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين الصحة العامة وتحفيز المسارات العصبية التي تصل إلى الدماغ وتنشيط آليات الشفاء الطبيعية في الجسم.
على الرغم من أن زراعة الأذن قد تبدو كتقنية حديثة ومبتكرة لمعالجة مجموعة متنوعة من الحالات، بدءًا من الأرق وصولاً إلى السمنة، إلا أنها قائمة منذ سنوات عديدة، فقد يعود تاريخ الإشارات الأولى إلى استخدام بذور الأذن إلى عام 221 ق.م في سياق الطب الصيني التقليدي (TCM).
تستخدم زراعة الأذن بهدف تخفيف الألم وتعزيز الشفاء في مناطق مختلفة من الجسم، ويتم تثبيت بذور نبات الفاكاريا على نقاط محددة من الأذن باستخدام الإبر، أو قد يستخدم مواد مختلفة بدلاً من البذور، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو الذهب أو الفضة، وفي بعض الأحيان يستخدم حتى المغناطيس.
الجسم يتمثل في الأذن
يقول توم إنجينيو الطبيب المتخصص في الوخز بالإبر والطب الصيني ومالك شركة تشارم سيتي للصحة التكاملية، إن هذا النوع من العلاج يستند إلى الاعتقاد بأن الجسم البشري بأكمله وأجهزته المختلفة يتمثل في الأذن، واصفاً إياها بأنها تشبه الجنين المقلوب.
ووفقًا للمعايير الوطنية الصينية للتسمية وموقع النقاط الأذنية، يوجد في الأذن 93 نقطة وخز محددة، حيث تتوافق كل نقطة مع فائدة مختلفة، عند وضع بذرة على نقطة العلاج بالإبر، يتم تحفيز مسارات الأعصاب التي تصل إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات داخل الجسم، ويمكن أن تشمل هذه التغييرات تخفيف التوتر والألم.
الفوائد المحتملة لبذور الأذن
تشير الدراسات إلى أن زراعة الأذن يمكن أن تكون طريقة فعالة لعلاج الألم الحاد، وتستخدم بذور الأذن للمساعدة في تخفيف أعراض الألم في مجموعة متنوعة من الحالات، بدءًا من آلام أسفل الظهر وصولاً إلى آلام البطن.
كما أظهرت دراسة مقارنة بين الشريط الحركي وزراعة الأذن أن كلاهما فعال في تقليل الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من تقلصات الدورة الشهرية، حيث إن الأشخاص الذين استخدموا زراعة الأذن استمروا في الاستفادة من تخفيف الألم لفترة أطول مقارنةً بالأشخاص الذين استخدموا الشريط الحركي.
كما استخدم الأشخاص خلال دراسة أخرى بذور الأذن لمدة 12 أسبوعًا، سواء بمفردها أو مع تغييرات في النظام الغذائي وممارسة تمارين رياضية، وأظهرت النتائج أنهم نجحوا في فقدان الوزن وتقليل محيط الخصر بالإضافة إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم لديهم.
واستنتج الباحثون أن زراعة الأذن يمكن أن تكون خيارًا بديلاً لمساعدة الأشخاص في إدارة الوزن، حيث نشرت هذه الدراسة في مجلة “بالتيمور” الطبية، تحت عنوان “العلاج بالإبر الأذني للأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة”.
على الرغم من ندرة الدراسات المتاحة حول فعالية استخدام بذور الأذن في معالجة القلق، إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يشهدون تحسنًا وراحة عند استخدام هذا العلاج التكميلي.
مخاطر زراعة الأذن
يقول الأطباء أنه بالرغم أن زراعة الأذن عملية آمنة نسبيًا، لكنها تشمل مخاطر بسيطة كأي إجراء طبي آخر، فإذا كانت بشرتك حساسة أو لديك تاريخ سابق للحساسية، قد يحدث تفاعل مع المواد المستخدمة في زراعة الأذن.
كما أن هناك خطراً آخر هو حدوث انسداد أذني بسبب فقدان البذرة واحتباسها في القناة السمعية، كما حدث مع حالة وسقطت البذرة في قناة الأذن ومرت خلال فتحة في طبلة الأذن، وتم اكتشافها أثناء إجراء فحص الرنين المغناطيسي وتطلبت إزالتها تدخلًا جراحيًا.
ولذلك فمن الضروري على الأشخاص الذين يفكرون في إجراء زراعة الأذن استشارة أطباء مؤهلين والحصول على المعلومات اللازمة حول المخاطر والفوائد المحتملة قبل اتخاذ أي قرار.
بينها التضخم والناتج المحلي.. معاني أشهر المصطلحات المالية
ماذا تعرف عن سرطان “خلايا ميركل” النادر؟
ما هو الميثاق العالمي للأمم المتحدة لترسيخ الاستدامة الذي انضمّت إليه “روشن”؟