لم تتوصل مجموعة البريكس التي اختتمت قمتها يوم الخميس الماضي، إلى اتفاق بشأن إنشاء عملة موحدة تنافس الدولار كما كان مقررًا، ولكنها نجحت في ضم 6 أعضاء جدد.
وبغرض تعظيم قوة التكتل في مواجهة القوى الغربية، توسعت المجموعة لأول مرة منذ 13 عامًا، بعد أن ضمت كل من المملكة العربية السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة إلى قوته.
وتسعى المجموعة التي تضم 5 من الاقتصادات الناشئة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى إلغاء الدولرة، ولكن يبدو أن الآراء بين زعماء التكتل كانت منقسمة في هذا الشأن ما أدى إلى عرقلة الخطوة.
ووفق بيانات سويفت، فإن الدولار الأمريكي تم استخدامه بنسبة 46% في مدفوعات النقد الأجنبي خلال شهر يوليو الماضي، وهو ما أدى إلى اختلاف في تصريحات قادة المجموعة فيما يخص الاستغناء عن الدولار خلال القمة.
الرئيس البرازيلي
يُعد الرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دي سيلفا، من أكبر مؤيدي وجود عملة بديلة للدولار.
وقال إن وجود عملة لمجموعة البريكس تُستخدم في المعاملات التجارية والاقتصادية، من شأنها أن تقلل من نقاط الضعف لديهم، وتساهم في زيادة خيارات الدفع.
الرئيس الروسي
جدد بوتين دعوته لاستخدام عملات محلية في التجارة بدلًا من الدولار، قائلًا إن هذا الرأي يكتسب شعبية كبيرة داخل المجموعة بمرور الوقت، وأن قرار إلغاء الدولرة داخل البريكس “لا رجعة فيه”.
ويدعم بوتين بقوة إلغاء الدولار خصوصًا بعد العقوبات التي فرضتها دول الغرب عليه في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى خروج موسكو من النظام المالي العالمي.
وزير النفط الهندي
تتبنى الهند أيضًا رأيًا مماثلًا بشأن إلغاء الدولار والاعتماد على العملات المحلية في التجارة، ولكن وفق وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، فإن هناك التزامات للدفع طويلة الأمد تعتمد على الدولار، وسيكون إلغاؤها صعبًا.
وقال بوري على هامش اجتماع Business 20 في نيودلهي، لشبكة CNBC: “أتمنى أن تصبح الروبية الهندية العملة الرائدة في العالم، ولكن لا بد من أن نكون واقعيين”.
الرئيس الصيني
لم تتبن الصين رأيًا محددًا بشأن إنشاء عملة موحدة وإلغاء الاعتماد على الدولار، ولكن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضية، أشار إلى ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي.
ولفت بينغ إلى رغبة الصين في أن يصبح لليوان دور في التجارة العالمية، دون أن يربط ذلك بإلغاء الدولار.
وزير مالية جنوب أفريقيا
على النقيض تمامًا، عارض وزير المالية في دولة جنوب أفريقيا، إينوك جودونجوانا، فكرة إنشاء عملة موحدة لتكتل مجموعة البريكس.
وقال على هامش القمة السنوية للمجموعة الخميس الماضي، إن إنشاء عملة موحدة يتطلب إنشاء بنك مركزي للمجموعة وسيترتب على ذلك فقدان الاستقلال في السياسات النقدية، وهو أمر ليست أي دولة على استعداد له.
ولكن بشكل عام فإن جنوب أفريقيا تؤيد لتقليل الاعتماد على الدولار، ضمن الاتجاه العام لمجموعة البريكس، بحسب ما قاله الرئيس الجنوب أفريقي.
بالأرقام.. توسع “بريكس” يعزز نفوذها الاقتصادي
“بريكس” أكبر المستفيدين من انضمام المملكة إليها
الأسباب التي تدفع الدول لطلب الانضمام إلى مجموعة “بريكس”