علوم

ناقوس الخطر يدق.. معدّل فقدان الجليد في القارة القطبية الجنوبية يتزايد

يتتبع العلماء مساحة وكتلة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية منذ عقود طويلة؛ لتأثيره المباشر على بقية أنحاء الكوكب، وبينما كانت الأمور مستقرة نسبيًا، أثار العامان الماضيان تخوفات من تأثيرات قوية محتملة للتغيرات التي تحدث في أقصى الكوكب.

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة بجميع أنحاء العالم، فنتج عن ذلك أن الغطاء الجليدي في أقصى جنوب القارة القطبية الجنوبية أصبح أصغر، مقارنة بالعقود الماضية.

ما مقدار الجليد الذي فقدته القارة القطبية الجنوبية؟

وفقا لبيانات الأقمار الصناعية التي تتبعها المركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج بالولايات المتحدة، تقلصت مساحة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية، إلى مستويات لم يسبق تسجيلها.

كان حجم الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية في 24 أغسطس 2023 أقل بمقدار 1.42 مليون كيلومتر مربع عن نفس اليوم في العام السابق.

وعند مقارنته بمتوسط حجم الجليد لنفس التاريخ من عام 1980 إلى عام 2010، نجد أنه أصبح أصغر بمقدار 2.07 مليون كيلومتر مربع.

ويتوقع العلماء أن يصبح الوضع أسوأ في شهر أكتوبر المقبل، والذي تصل فيه درجات الحرارة بالقارة القطبية الجنوبية إلى مستويات إذابة الجليد.

وتعتبر الفترة من بداية يوليو إلى نهاية أغسطس هي الأكثر برودة في القارة القطبية الجنوبية؛ لأن موقعها في القطب الجنوبي يمنحها شتاء طويلًا جدًا ييبدأ من نهاية فبراير إلى نهاية سبتمبر.

لماذا يعد الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية مهمًا للعالم؟

على الرغم من أن القارة تبعد آلاف الكيلومترات عن معظم أراضي الأرض وسكانها، إلا أن جليدها له تأثير مهم على بقية الكوكب.

تمتلك الطبقة الجليدية الكبيرة في القارة القطبية الجنوبية القدرة على عكس نسبة كبيرة من ضوء الشمس في الأشهر المشمسة، مما يقلل كمية الحرارة التي يمتصها المحيط.

وكلما اتسع نطاق الجليد في القارة القطبية الجنوبية خلال فصل الشتاء، زادت قدرته على عكس ضوء الشمس والحرارة الناتجة عنه.

ومن جانب آخر، يتكون هذا الجليد بالأساس من نمط منتظم من تجميد وذوبان مياه المحيط، وكلما زاد فقدان المحيطات للجليد مقارنة بما يتراكم في سنة معينة، ارتفع مستوى سطح البحر حول العالم.

الغابات الاستوائية قد تتوقف عن إنتاج الأكسجين
لماذا نحن في أمس الحاجة إلى النحل البري؟
ذوبان الجليد يكشف أسرارًا قديمة ويعيد ترسيم الحدود