أحداث جارية سياسة

ما الذي يكشفه تحطم طائرة “بريغوزين” عن “بوتين” ومستقبل الحرب في أوكرانيا؟

قالت السلطات الروسية إن قائد مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوزين، كان بين ركّاب الطائرة التي سقطت أمس الأربعاء، في مدينة تفير شمالي العاصمة موسكو.

وبعد الحادث، تم عزل رئيس القوات الجوية الروسية، سيرجي سوروفيكين، الذي زُعم أنه كان على علم مسبق بمحاولة تمرّد مجموعة “فاغنر”.

دفعت هذه الأحداث المُحللين السياسيين إلى الاعتقاد بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نفّذ عملية انتقام متزامنة، مع من نظر إليهم على أنهم “خونة”.

في السطور التالية، ننقل تحليل خبراء مركز أبحاث الشؤون الدولية “المجلس الأطلسي” للحادث، من حيث ما يكشفه عن شخصية “بوتين” والوضع الحالي لإدارته، ومستقبل مجموعة “فاغنر”، وتأثيره على الحرب في أوكرانيا.

 ما يخبرنا به مقتل زعيم “فاغنر” المزعوم عن “بوتين”

وصف سفير الولايات المتحدة السابق لدى بولندا، دانييل فرايد، الحادث بأنه عمل انتقامي متأخر، قائلًا إنه تم إسقاط الطائرة التي كانت تقل “بريغوجين” عن عمد.

وأوضح “فرايد” أن الحادث يعني أن “بوتين” أراد توجيه رسالة للجميع، مفادها أن من سيتحرك ضد إرادته وخططه سيدفع ثمنًا باهظًا.

وقال “فرايد”: ” معاملة بريغوزين المتساهلة بعد إعلان التمرد مباشرة، والتأخير في ملاحقته وعقابه، كانت بسبب حاجة بوتين إلى قياس مدى الدعم الذي يحصل عليه قائد فاغنر”.

وأشار سفير الولايات المتحدة السابق لدى بولندا، أن هذا الحادث يعد دليلًا على سلوك بوتين الثابت مع معارضيه “حافظ على هدوئك أثناء الأزمات واقتل خصومك وفقًا لشروطك والتوقيت الملائم لك”.

من جانبه، قال آرييل كوهين، من مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، إن هذا الحادث بمثابة رسالة من “بوتين” إلى كل من يفكر في تحدّيه، واستشهد بسجن معارضيه بأحكام تصل إلى عشرات السنوات.

مصير “فاغنر” سيؤثر على الحرب في أوكرانيا

قال راما ياد، مدير أول لمركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي، إن اندماج مرتزقة “فاغنر” في الجيش الروسي بعد رحيل زعيمهم سيكون أمرًا صعبًا، حيث أن العديد من المقاتلين موالون شخصيًا لـ “بريغوجين”.

وافترض “ياد” أن هناك ثلاثة خيارات لمستقبل “فاغنر” في إفريقيا، تتمثل في حلها، أو تأميمها من قبل الدولة الروسية، أو تعيين زعيم جديد.

وأضاف أن الخياران الأخيران من شأنهما الحفاظ على إنجازات “فاغنر” في أفريقيا، والتي تمنحها موسكو أولوية كبيرة؛ لأنها تحصل بموجبها على امتيازات الحصول على الموارد من التعدين والدعاية المناهضة للغرب.

وتابع: “لن تغير وفاة بريغوزين أي شيء في خطط الروس، فبالنسبة لهم، من المهم جدًا أن يستمر عمل فاغنر في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى”.

ويرى دوج كلاين، الزميل غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، إن أوكرانيا هي المستفيد الأكبر من الأحداث الأخيرة في روسيا.

قال كلاين: “لقد كان هذا يومًا عظيمًا بالنسبة لأوكرانيا، فقد دمرت القوات الأوكرانية نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 في شبه جزيرة القرم، وانضم إليها منشق روسي واستولت على مروحيته، وأسقطت طائرة حربية روسية فوق البحر الأسود”.

وأضاف: “كان الخبر الأفضل على الإطلاق هو إسقاط الطائرة التي قيل إنها كانت تقل بريغوزين، الذي كان مسؤولاً عن قتل عدد لا يحصى من الأوكرانيين.

وقال جيفري سيمينو، نائب مدير العمليات وزميل في مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي: “إذا عاد العنف في المدى القريب، فقد تتدهور الروح المعنوية للقوات الروسية على الخطوط الأمامية، في حين تضعف القيادة والسيطرة عليها”.

وواصل: “إذا لم تدخل قوات فاغنر في مواجهة مع الجيش الروسي، فيكفيهم انتظار توالي النجاحات الأوكرانية التي تحققتها أوكرانيا، من أجل ترك بوتن في حالة أكثر خطورة”.

بعد مقتل قائد فاغنر.. ما مصير المرتزقة؟
كانت تقل زعيم “فاغنر”.. روسيا تعلن مقتل 10 أشخاص في تحطّم طائرة
ما لا تعرفه عن الصواريخ الروسية “فرط الصوتية”