ثقافة

معرض الأجداد.. متحف شخصي يجمع تاريخ أكثر من 300 عام


المتاحف هي مكان يحفظ التاريخ عبر السنوات، وفي متحف الأجداد يجمع مؤسسه حمد سعيد أحمد القحطاني بين التاريخ الشخصي والعام، إذ بدأ بتجميع تاريخ أجداده لينتهي الأمر بجمع تاريخ المملكة، فالمتحف الذي بدأ بمقتنيات العائلة استمر ليشمل الكثير من المقتنيات التاريخية التي ظل يجمعها ليؤسس متحفًا يذكر بماضي وتاريخ المملكة بالعديد من الحجرات التي تعيد حكاية التاريخ عبر المقتنيات.

بداية الفكرة

بدأ القحطاني بجمع المطبوعات قبل 50 عامًا، بالإضافة إلى جمع التراث منذ نحو 30 عامًا، إذ هدفه الأساسي هو تثقيف الأجيال القادمة حول تراث الأجداد وضمان عدم اندثاره في ظل التأثير المتزايد للعولمة على المجتمعات.

ومن الجدير بالذكر أنه يتم تحديث المتحف بشكل منتظم وتوفير العناية به، حيث تعود بعض القطع فيه إلى أكثر من 300 سنة، بما في ذلك المخطوطات التي تعود إلى 630 سنة، والدلال القهوة التي يعود تاريخها إلى 1100 سنة، والتي يتم الحفاظ على معرفة المصنعين لها.

زوار المتحف

ذكر مالك المتحف في تصريحات صحفية، أن المتحف يستقبل زيارات من وفود سياحية محلية وأجنبية بالتعاون مع المكاتب السياحية المحلية. تُنظم هذه المكاتب حملات سياحية للمنطقة، بما في ذلك الرياض وجدة وغيرها من المناطق القريبة، إذ يتم تنظيم زيارات للمتحف لتلبية احتياجات الزوار السياح وتعريفهم بالتراث المعروض فيه.

بالإضافة إلى ذلك، شهد المتحف زيارات من مدارس البنين والبنات في المنطقة. يتم تنظيم زيارات للمدارس بهدف تعريف الطلاب والطالبات بالتراث الثقافي الموجود في المتحف وتوسيع معرفتهم به.

مقتنيات المتحف

يحتوي متحف موروث الأجداد على خمسة أركان رئيسية، ويعكس اهتمامه بتراث الأجداد والحفاظ على القيم التراثية التي تعود إلى تاريخ الآباء والأجداد منذ زمن بعيد، ويقع المتحف على بُعد حوالي 40 كيلومترًا من مطار أبها الدولي على طريق الرياض، ويتألف من خمس قاعات منفصلة تحوي مجموعة ضخمة من القطع التراثية الشعبية، مثل الأسلحة والملابس وأدوات الزينة والمجوهرات النسائية وأدوات الطبخ، بالإضافة إلى أواني تبريد ونقل الماء، وأدوات إعداد القهوة ومبارد القهوة وأدوات الزراعة، وغيرها من القطع الأثرية الأخرى، إجمالاً تتجاوز 25 ألف قطعة أثرية.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المتحف صورًا لشهداء الواجب الذين استشهدوا في خدمة وطنهم، بخاصة في المنطقة الحدودية الجنوبية، وأعرب القحطاني عن أن هذا هو أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال، وأنه يرحب بأسرهم وأقاربهم لزيارة المتحف في أي وقت، إذ إنهم أسر قيمة للأبطال الذين ضحوا بحياتهم في الدفاع عن الوطن وممتلكاته وقدسياته.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي المتحف على قاعة استقبال مجهزة بجميع وسائل الضيافة، بما في ذلك دلال القهوة العربية الأصيلة وغيرها، فضلاً عن صالات طعام وغرف نوم لضمان راحة الزوار، مؤكدًا أن فريق المتحف مستعد لاستقبال زوار المنطقة في أي وقت.