سياسة أحداث جارية

كيف تحولت الإكوادور من دولة هادئة إلى مركز لتجارة المخدرات؟

استيقط العالم اليوم على خبر اغتيال مرشح الرئاسة الإكوادورية، فرناندو فييافيسينسيو، في تبادل لإطلاق النار خلال فعالية انتخابية في شمال كيتو.

وسلط هذا الحادث الضوء على التحول الذي أصاب الإكوادور خلال السنوات الماضية، لتصبح بؤرة للعصابات الإجرامية ومافيا المخدرات وانتشار العنف والجريمة.

المرشح للانتخابات الرئاسية

ماذا حدث للإكوادور؟

باتت الإكوادور الواقعة على على الطرف الغربي لأمريكا الجنوبية خلال السنوات القليلة الماضية، دولة صاحبة أرقام قياسية في معدل انتشار الجرائم وتحديدًا تجارة المخدرات والقتل.

وبحسب ما نشره موقع “نيويورك تايمز”، تم ضبط 210 أطنان من المخدرات هناك خلال عام واحد، إلى جانب وقوع أكثر من 4500 قتيل خلال العام الماضي فقط.

إلى جانب ذلك، تعج السجون بالعديد من المدانين في حوادث إجرامية وتهريب مخدرات، بخلاف انتشار الجريمة في الأحياء وزيادة عدد الأطفال المُجندين من قبل العصابات.

وتُدار الفوضى التي تعاني منها مدن الإكوادور من قبل أصحاب نفوذ مالي خارج الدولة، ولهم باع طويل في تجارة المخدرات.

ويمكن القول بأن الطلب العالمي المرتفع على الكوكايين، ساهم في تردي الأوضاع الأمنية داخل الإكوادور، خصوصًا وأن معظم صانعي السياسية ركزوا على مواجهة انتشار المواد الأفيونية مثل الفنتانيل، والتي تًعد سببًا في مقتل عشرات الآلاف من الأمريكيين سنويًا.

واستغل مروجو الكوكايين هذه الأوضاع لزيادة إنتاجهم منه إلى مستويات قياسية، وهو ما أدى إلى تدمير المجتمع الإكوادوري، وانتشار الجريمة فيه بمعدلات غير مسبوقة.

حلقة وصل

كانت الإكوادور بالأساس بمثابة ممر بين كولومبيا وبيرو – أكبر منتجي الكوكايين في العالم – من ناحية وأمريكا الشمالية وأوروبا من ناحية أخرى، تُنقل من خلاله المواد المخدرة.

ولكن ارتفاع حجم إنتاج نبات الكوكا المستخدم في إنتاج الكوكايين في كولومبيا، ساهم في ترسيخ هذه التجارة في الإكوادور، في ظل غياب الرقابة من الحكومة على تهريب وتوزيع هذه المواد.

وكانت بداية موجات العنف المصاحبة لتجارة المخدرات في السجون في عام 2018، بعد أن ارتفع عدد النزلاء نتيجة لتشديد عقوبات المخدرات والتوسع في الحبس الاحتياطي.

وفي الداخل، فرضت بعض الجماعات سيطرتها على السجون لكسب أفضلية في سوق هذه التجارة، وبدأت بعض المجموعات في إجبار المساجين على دفع مقابل مادي نظير الخدمات والأسرّة، لينتهي المطاف بفقدان الحكومة السيطرة على النظام الداخلي للسجون وتُصبح مركزًا لإدارة تجارة المخدرات.

كيف يدخل ويخرج الكوكايين من الإكوادور؟

بحسب مسؤول استخبارات بالشرطة الوطنية الإكوادورية، إديسون نونيز، فإن الكوكايين يدخل إلى الإكوادور عن طريق كولومبيا وبيرو، ويخرج منها طريق المياه من أحد الموانئ الشهيرة في البلاد.

ووفق نونيز، لا يخضع سوى 20% فقط من إجمالي 300 ألف نخرج من البلاد شهريًا ن ميناء غواياكيل – وهي أحد أكثر الموانئ ازدحامًا هناك – إلى التفتيش من قبل السلطات.

ويقول مسؤول الاستخبارات، إن العصابات الإكوادورية بدأت في اتباع أسلوب جديد لتهريب المواد المخدرة، من خلال إخفائها بطرق مبتكرة في صناديق الموز، أو منصات خشبية، لبينتهب بها المطاف في الحفلات المُقامة في الجامعات الأمريكية والنوادي الأوروبية.

حرب شوارع

لا تختلف الأوضاع داخل السجون عن خارجها، ففي غواياكيل وهي أكثر مدن الإكوادور ازدحامًا، تفرض العصابات الإجرامية أيضًا سيطرتها على أكثر من 3.5 ملايين نسمة، من خلال اترويع والتهديد وممارسة العنف.

ويوميًا، لا تخلو الأخبار التليفزيونة من حوادث القتل وانفجار السيارات المفخخة، والاغتيالات والمواجهات مع الشرطة وقتل الأطفال.

ووصل الأمر إلى فرض هذه الجماعات ضريبة جباية على أصحاب المحال والمدارس وغيرهم، وذلك مقابل سلامتهم.

هذه الأحداث دفعت رئيس الإكوادور لإعلان حالة الطوارئ أكثر من مرة، إلى جانب نزول الجيش إلى الشوارع لتأمين المنشآت الحيوية والمدارس والشركات.

كيف يعيش الإكوادوريون في هذه الأوضاع؟

هذه الأحداث الأخيرة خيبت آمال العديد من الإكوادوريين بعد أن ارتفعت طموحاتهم، مدفوعة بالطفرة التي شهدتها البلاد بين عامي 2005 و2015 في قطاع النفط.

ونتيجة لهذا التحول في ثروات البلاد، بدأت الأسر البسيطة في تخيل حياة أفضل لأبنائهم، ولكن سرعان ما ارتطمت أحلامهم بصدمة انتشار الجريمة والعنف، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على اقتصاد العالم بأكمله.

وبحسب بيانات حكومية، لا يحظى سوى 34% فقط من الإكوادوريين حاليًا بوظائف مناسبة، بانخفاض كبير عن معدل 50% الذي كان موجودًا قبل عشر سنوات مضت.

ووفق قادة المجتمعات المحلية في بعض الأحياء، تدفع الأوضاع المالية الصعبة الشباب للانضمام إلى هذه الجماعات الإجرامية، وهو ما يزيد من موجة العنف وانعدام الأمن في البلاد.

الطريق إلى الإدمان.. لماذا قد يتعاطى الشخص المخدرات؟

سجين سابق مُدان بتهريب المخدرات والسرقة.. من هو الدنماركي حارق المصحف؟

علماء يدّعون أن سلوك أسماك القرش العدائي قد يكون بسبب تعاطيها المخدرات!