تتواصل جهود المملكة في سبيل تمكين المرأة في كل المجالات، وتوسيع نطاقات عملها، وضمان حقوقها، وتحقيق الرفاهة لها، بما ينعكس في صورة أسر متماسكة تتمتّع بجودة حياة عالية، تُشكّل معًا مجتمع قوي متكافل، ويخلق تأثيرًا إيجابيًا على الناتج المحلي والوطني.
وإبرازًا لتلك الجهود، أصدرت الهيئة العامة للإحصاء تقرير “المرأة السعودية 2022″، الذي يتضمن عددًا من المؤشرات المتعلقة بالمرأة السعودية من عمر 15 سنة فأكثر، في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والرياضة والتقنية، نستعرض أبرز ما ورد فيه في السطور التالية:
مكانة المرأة السعودية
اقتبس التقرير في افتتاحيته عبارات عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قالها في كلمته خلال رئاسة مجموعة العشرين عام 2020، ونصّها: “المرأة مصدر مهم لتطوير أي مجتمع، ومن غير نساء مُمكّنات يصعب إصلاح المجتمعات، وقد أثبتت المرأة عبر التاريخ دورها البارز والفغّال في قيادة التغيير وصنع القرار”.
كم نقل التقرير عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله إن “تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النمو المستدام”.
ويبرز حرص القيادة في عهد الملك سلمان على تمكين المرأة في إتاحة مجالات متعددة لها في سوق العمل، وإسناد العديد من المناصب القيادية إليها، كوكيلة وزارة، ورئيسة مؤتمرات اقتصادية واجتماعية، وفتح المجال لعملها في السلك الدبلوماسي، بتعيين سفيرات في بعض الدول.
وبالإضافة إلى هذا، أصبح للمرأة نصيب في القطاع الأمني لأول مرة في تاريخ المملكة، حيث بدأت مشاركة الرجل في ضبط الأمن والإشراف على التنظيم في الحرمين الشريفين.
ويؤكد الحرص على تمكين المرأة في عهد الملك سلمان، تطبيق نظام الأحوال الشخصية الجديد، والذي حدّد سن الزواج القانوني للمرأة بـ 18 سنة، وضمن حق النفقة عليها من قبل زوجها بغض النظر عن حالتها المادية، مع تمكينها من توثيق الولادة والطلاق والمراجعة، وعالج الأحكام المتعلقة بتسهيل زواج المرأة بغياب وليّها، أو عضلها عن الزواج، بنقل ولاية تزويجها للمحكمة.
توزيع النساء السعوديات حسب النوع والحالة الاجتماعية
قسّم التقرير النساء في المملكة إلى فئات عمرية، تشمل الواحدة منها 5 سنوات، حيث تبدأ من 15 إلى 19 عامًا، وتتدرّج حتى من 60 إلى 64 عامًا، والفئة الأخيرة تضم من هن أكبر من 65 سنة.
وجد المسح الإحصائي أن أعلى عدد للنساء السعوديات في فئة عمرية واحدة يتواجد في الشريحة من 15 إلى 19 سنة، بواقع 916,439 امرأة، تليها شريحة من هن بين 20 و24 سنة، وعددهن 850,780 امرأة.
وكشف التقرير أن أدنى عدد للسعوديات في فئة عمرية واحدة يتواجد في الشريحة من 60 إلى 64 سنة، حيث بلغ عددهن 203,802 امرأة، من أجمالي سكان المملكة.
وفقًا للتقرير، تضم الفئة العمرية من 15 إلى 19 سنة أكبر عدد من غير المتزوجات، وعددهن 873,240 امرأة، ويرجع ذلك إلى أن سن الزواج القانوني في المملكة يبدأ من 18 سنة.
واستأثرت الفئة العمرية من 30 إلى 34 سنة بأكبر عدد من النساء المتزوجات، بواقع 558,2023 متزوجة، وكذلك المُطلّقات بـ 54,193 مُطلّقة.
ويتواجد أعلى عدد لأرامل في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر، حيث يتجاوز عددهن 191 ألف امرأة.
وبلغ عدد الأسر التي لها ربة أسرة أنثى 702,929 أسرة، بينما قُدّر معدّل الخصوبة الإجمالي لنساء المملكة بـ 2.8.
دور المرأة في سوق العمل السعودي
وضعت قيادة المملكة تمكين المرأة وزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل ضمن أهداف رؤية 2030، وفي سبيل تحقيق هذا، أتيحت مجالات وفرص عمل عديدة للنساء في مختلف القطاعات العامة والخاصة، وتوسعت مشاركتهن في القطاع العسكري، واستُحدثن لهن وظائف قيادية جديدة في رئاسة شؤون الحرمين، كمساعد للرئيس العام، ووكيلات له، ومساعدات في مختلف التخصصات التطويرية.
كشف التقرير عن تحسن ملحوظ في السنوات الأخيرة في المؤشرات الرئيسية لمسح القوى العاملة الخاصة بالمرأة، حيث انخفض معدّل البطالة بين النساء السعوديات في الربع الرابع من عام 2022، ليصل إلى 15.4%، مقارنة بالأعوام السابقة 2021، و2020، و2019.
نتج ذلك عن التوسع في مشاركة المرأة السعودية الاقتصادية ونمو توظيفهن في مختلف المجالات، إذ ارتفع معدل المشتغلات من النساء إلى إجمالي السكان بهذه الفترة لنحو 30.4%، مقارنة بـ 27.6% في الربع الرابع من 2021.
وبلغ معدل مشاركة النساء السعوديات في سوق العمل 36% في الربع الرابع من 2022، مقارنة بـ 35.6% خلال نفس الفترة الزمنية من 2021.
وبالاطلاع على بيانات من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وبيانات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، يتبين أن إجمالي عدد المشتغلات من النساء في المملكة بلغ 1,470,561 امرأة في الربع الرابع من عام 2022، وهي الأعلى تاريخيًا، مقارنة بـ 1,225,152 في الربع الرابع من 2021.
من بين ما يزيد عن 1.47 مليون امرأة عاملة بسوق العمل السعودي، بلغ عدد المشتغلات في القطاع الخاص 861,197، في مقابل 609,364 يعملن بالقطاع الحكومي.
وجاء في التقرير أن الخاضعات لأنظمة ولوائح التأمينات الاجتماعية بلغ عددهن 970,330 امرأة، بينهن 192,952 مشتغلة في نشاط تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية، و193,654 مشتغلة في قطاع التشييد، و11,052 مشتغلة بأنشطة الصحة البشرية والخدمات الاجتماعية.
وسلّط التقرير الضوء على إقبال النساء السعوديات على العمل في المنشآت السياحية، حيث بلغ عدد المشتغلات في هذا القطاع 66,845، بينهن 41,159 مشتغلة في نشاط تقديم الطعام والشراب، مع 22,301 مشتغلة بنشاط الإقامة للزوار، و11,730 في مجال النقل الجوّي.
تمكين المرأة السعودية في التعليم
قدّمت القيادة دعمًا غير محدود لتمكين المرأة في التعليم العام والعالي، ومن أبرز الجهود المبذولة، إنشاء أول وأكبر مؤسسة تعليم عالي نسائية في العالم، وهي جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن، وتأسيس مركز سارة السديري لدراسات المرأة فيها.
وأطلقت وزارة التعليم عددًا من المبادرات لدعم ريادة المرأة في مجال البحث والابتكار والتطوير، بما أسهم في ارتفاع نسبة استشهاد الأوراق العلمية للباحثات السعوديات إلى 52%، خلال الفترة من 2019 حتى 2021، خاصة في العلوم الصحية والهندسية وعلوم الحاسب.
أدت جهود تمكين المرأة تعليميًا إلى ارتفاع نسبة المعلمات في وزارة التعليم، لتصل إلى 51.8% من إجمالي عدد المعلمين، بينما بلغ معدل النساء في الدراسات العليا 49.99% من إجمالي عدد الطلاب والطالبات.
وذكر التقرير أن إجمالي عدد الخريجات في التعليم العالي بالمملكة بلغ 146,972 في عام 2021، بينهن 48,022 خريجة درسن في مجال الأعمال والإدارة والقانون، و33,557 تخصّصن في الفنون والعلوم الإنسانية.
ومن أشكال التمكين ما قدّمته حكومة المملكة من دعم مالي وقانوني للنساء السعوديات اللاتي درسن خارج المملكة، مع تسهيل إجراءات الابتعاث للنهوض بواقع المرأة وتجهيزها للعمل.
شهد العام 2019 تسجيل 4,713 مبتعثة جديدة، وتخريج 4,260 أخريات، فيما بلغ إجمالي عدد المقيّدات 28,934 مبتعثة.
صحة المرأة السعودية
تولي الحكومة أهمية كبيرة لصحة المرأة، باعتبارها ركيزة أساسية لسلامة الأسرة والمجتمع ككل، وقد ركّز التقرير في هذا المؤشر على ربط صحة النساء السعوديات بممارسة الرياضة؛ لأنها من شأنها التقليل من الأمراض التي يمكن أن تصيبهن، مثل السمنة، وأمراض شرايين القلب التاجية، كما أنها تقلّل من تأثرهن بتغيرات الهرمونات، التي هي جزء أساسي من مراحل نموّهن، وتوفر لهن مساحة لتقليل التوتر العصبي، وتحسين الصحة النفسية.
وقد شجّعت الحكومة المرأة على ممارسة الرياضة، من خلال إدخال برامج التربية البدنية في مناهج التعليم العام بمدارس البنات، وإتاحة فرص للنساء للعمل في المجالات الرياضية، وإطلاق أول برنامج تدريبي لقيادة الدراجات النارية للنساء لأول مرة في تاريخ المملكة.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعرف النشاط البدني على أنه أي حركة من حركات الجسم تنتجها العضلات الهيكلية وتتطلب استهلاك الطاقة، وتشمل الطرق الشائعة لممارسة الرياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية وممارسة الألعاب الحركية.
وفي المملكة، بلغت نسبة ممارسة النساء للنشاط البدني لمدة 30 دقيقة على الأقل في الأسبوع 38.7% في عام 2021، مقارنة بـ 32.4% في 2019، و32% في 2018.
كشف مسح ممارسة الأسر للرياضة، والذي أجرته الهيئة العامة للإحصاء في 2021، أن الفئة العمرية من 20 إلى 24 سنة تضم أكبر عدد من النساء اللاتي يمارسن النشاط البدني لمدة 30 دقيقة على الأقل في الأسبوع بنسبة 43.13%، تليها الشريحة من 25 إلى 29 سنة بـ 42.88%.
وبحسب نتائج المسح، كانت أقل الفئات العمرية الممارسة للنشاط البدني هي فئة 65 سنة فأكثر بنسبة 19.88%، وأتت قبلها مباشرة الفئة العمرية من 15 إلى 19 سنة بـ 33.44%.
المرأة السعودية والتقنية
حصلت المملكة على الجائزة العالمية لتمكين المرأة في التقنية من الاتحاد الدولي للاتصالات، وتحديدًا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
ورد في التقرير أن نسبة استخدام النساء السعوديات للهاتف المتنقّل بلغت 96.79% في عام 2021، في مقابل 46.6% لاستخدام الحاسوب.
وتمتلك نسبة 96.23% من النساء السعوديات هواتف محمولة، وتستخدم 90.39% منهن الإنترنت.
المرأة السعودية والفن
يُعتمد على المسرح السعودي لإبراز ثقافة البلاد والترويج لها، وقد تنوّعت إسهامات المرأة بالمملكة في المشاركة بمجالات العمل في هذا النوع من الفنون، وعلى رأسها المسرح.
ويعود تاريخ مشاركة المرأة في المسرح إلى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، من خلال العروض المسرحية في المدارس والجامعات.
وفي عام 2017، تأسّس أول مسرح نسائي رسمي لا يتبع جهة تعليمية أو مؤسسة اجتماعية، تحت مظلّة جمعية الثقافة والفنون في جدة.
يتّضح دور النساء السعوديات في الفن من خلال كتابتهن 100 مسرحية، وأن المرأة أخرجت 7 مسرحيات، ويبلغ عدد الناقدات حتى الآن 15.
ويُستدل مما سبق على مدى حرص قيادة المملكة على حماية المرأة السعودية وتمكينها، انطلاقًا من احترام الإسلام وتكريمه للنساء، حيث ارتفعت مشاركتهن في سوق العمل، ومعدلات تلقي التعليم لديهن، وتم العمل على رفع الوعي الصحي والتقني لهن، مما يؤثر إيجابًا على حياة المجتمع ككل.
ملابس المرأة السعودية في يوم التأسيس
174 ألف منشأة تجارية تملكها سعوديات.. كيف وصلت المرأة السعودية إلى هذه المكانة؟
السعودية تتقدم عدة مراتب دولية في مؤشرات تخص سوق العمل وخاصة “دور المرأة”