أصدرت محكمة روسية، الجمعة، حكمها في قضية جديدة ضد زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، بعد إدانته بتهمة الترويج لـ “التطرف” وتمديد فترة سجنه 19 عامًا.
كان نافالني، الذي ظهر باعتباره أكثر منتقدي حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحة قبل سجنه، يقضي بالفعل عقوبة بالسجن لمدة 9 سنوات في سجن شديد الحراسة، بتهمة انتهاك الإفراج المشروط والاحتيال وازدراء المحكمة.
لائحة اتهام أليكسي نافالني
كان هناك بعض الشكوك حول المدة الدقيقة للحكم الجديد لأن البث الصوتي من المحكمة – المصدر المباشر الوحيد للمعلومات حيث لم يُسمح للصحفيين بالتواجد في الغرفة – كان رديء الجودة.
لطالما اعتبر نافالني والعديد من المراقبين الخارجيين أن هذه الاتهامات ذات دوافع سياسية انتقامية لانتقاده لبوتين وسياسات الكرملين، الخارجية والداخلية.
في المحاكمة الجديدة، اتهم نافالني بتأسيس منظمة متطرفة هي مؤسسة مكافحة الفساد، وقامت تلك المنظمة بتأليف العديد من التحقيقات حول ثروات النخبة الروسية.
كما أسس شبكة تضم ما يقرب من 40 مكتبًا إقليميًا سعت إلى تحدي السياسيين المحليين الذين وافق عليهم الكرملين.
تم حظر كلتا المجموعتين كمنظمات متطرفة في عام 2021، وهو التصنيف الذي عرّض الأشخاص المتورطين في عملياتهم للملاحقة الجنائية.
واجه نافالني ما مجموعه سبع تهم خطيرة في المحاكمة، بما في ذلك المشاركة في أنشطة متطرفة وتمويلها، وإنشاء منظمة غير حكومية “تنتهك حقوق المواطنين”، وإشراك القصر في أعمال خطيرة، ومحاولة إعادة إحياء النازية، وقد أدين في جميع التهم باستثناء آخرها يوم الجمعة.
وعقدت المحاكمة خلف أبواب مغلقة، ومُنع والدا نافالني من الدخول إلى المحكمة ورؤية ابنهما منذ أكثر من عام.
من هو أليكسي نافالني؟
وُلد نافالني في 4 يونيو 1976 في منطقة بايتن بموسكو، ودرس القانون وتخرج من جامعة الصداقة بين الشعوب عام 1998.
أصبح زميلا (زائرًا) في جامعة ييل الأمريكية في عام 2010، كما ألقي القبض عليه بعد الاحتجاج الأول في 5 ديسمبر 2011، وسُجن لمدة 15 يومًا.
عندما سُجن لفترة وجيزة في يوليو 2013، بتهمة الاختلاس في مدينة كيروف، نُظر إلى عقوبة السجن لمدة خمس سنوات التي تلقاها على أن وراءها أسبابا سياسية.
قُبض على نافالني في يناير 2021 فور عودته من ألمانيا، حيث قضى خمسة أشهر يتعافى من تسمم ألقى باللوم فيه على الكرملين – وهو ادعاء لطالما نفاه المسؤولون الروس.
بعد وقت قصير من اعتقاله، حكمت عليه محكمة بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة انتهاك شروط الإفراج المشروط الصادرة في 2014 مع وقف التنفيذ في قضية احتيال يصر نافالني على أنها ذات دوافع سياسية.
منذ ذلك الحين، تضاعف عدد القضايا والتهم الموجهة إليه، حيث قال حلفاؤه إن هدف الكرملين كان دائمًا إبقائه محبوسًا لأطول فترة ممكنة.
