يعد النوم عامل أساسياً وحيوياً لصحة الإنسان، حيث يحتاج الجسم إلى الراحة والاسترخاء اللازمين لإعادة تجديد الخلايا وترميم الأنسجة، ويساعد النوم على تعزيز الصحة العقلية والعاطفية، ويحسن الذاكرة والتركيز والإدراك، الإضافة إلى تعزيز الجهاز المناعي والمساعدة على الوقاية من الأمراض، كما أن عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك يجب على الأفراد التقيد بساعات النوم اللازمة واتباع نمط حياة صحي للحفاظ على صحتهم ورفاهيتهم.
كما توصلت دراسة حديثة إلى أن نوم عدد ساعات معين ليس كافيًا، حيث ينبغي تثبيت مواعيد النوم طوال الأسبوع، وأن أبسط الاختلافات في عادات النوم بين أيام العمل وأيام الراحة، قد تؤدي إلى تغييرات غير صحية للبكتيريا في أمعائنا.
النوم المضطرب وصحة الأمعاء
توصل الباحثون إلى أن أصحاب النوم المضطرب خلال الأسبوع يتبعون نظاما غذائيا فقيرا إلى حد ما، وأن اضطراب النوم الشديد له تأثير سلبي على الصحة، لاسيما النوم خلال العمل بنظام المناوبات متباينة المواعيد، كما لاحظ الباحثون أن الحفاظ على أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ مع تناول طعام صحي، يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.
وبينت الدراسة التي أجراها علماء “كينغز كوليدج لندن” على ما يقرب من 1000 شخص، أن اختلاف مواعيد النوم بمتوسط 90 دقيقة على مدار الأسبوع يمكن أن يؤثر على أنواع البكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان، حيث تزيد البكتيريا الضارة التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي وتصيبه بخلل في الأداء.
أوضحت نتائج الدراسة أن 16 % من المشاركين يعانون من اضطراب مواعيد النوم كانوا أكثر عرضة لنظام غذائي مليء بالنشويات كالبطاطس المقلية والمقرمشات، بالإضافة إلى المشروبات السكرية، مع تقليل الاعتماد على الفاكهة والمكسرات.
وأكدت كيت بيرمينغهام كبيرة علماء التغذية في شركة “زوي” لعلوم الصحة أن النوم السيئ يؤثر على خياراتنا، فهو يدفعنا نحو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو الأطعمة السكرية.
تأثير العطلات على النوم
تقول كيت بيرمينغهام إن 40 % من سكان المملكة المتحدة تختلف مواعيد نومهم تمامًا خلال العطلات الأسبوعية، مما يشجع كائنات حية دقيقة على النشاط والتكاثر ويكون لها تأثير غير جيد على الصحة.
وبينت الأبحاث أيضًا أن من يعانون من اضطراب مواعيد النوم بين العمل والعطلات الأسبوعية، يأكلون كمية أقل من الألياف بالمقارنة بمن يتمتعون بأوقات نوم أكثر ثباتا، كما أن اضطراب مواعيد النوم كان مرتبطًا بزيادة الوزن والمرض والإرهاق العقلي، وذلك بسبب نشاط 3 من أصل 6 أنواع من الكائنات الحية الدقيقة نتيجة النظام الغذائي غير الصحي، وبالتالي يكون الشخص معرضاً للإصابة بمستويات أعلى من الالتهاب، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وتنصح الدكتورة سارة بيري الأستاذ بكلية “كينغز لندن” بالحفاظ مواعيد منتظمة للنوم، وجعل ذلك أسلوب حياة ثابت لتحسين الصحة عبر زيادة البكتيريا المفيدة للأمعاء.
ما هي حساسية الألبان؟ وكيف يتم التعامل مع الرضع المصابين بها؟
النظام النباتي ينقذك أم يقتلك؟ اعرف الحقيقة من جامعة أكسفورد