علوم

ماذا لو توقفنا عن صيد الأسماك؟.. هكذا ستتأثر البيئة البحرية

تزداد كمية المأكولات البحرية التي يتناولها البشر مع نمو عدد السكان، حيث تمثّل جزءًا كبيرًا من النظم الغذائية لـ 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم، ونتيجة لهذا، ومع الكوارث البشرية، مثل التجارب النووية في المحيطات، تراجعت إجمالي كتلة الأسماك بنحو 100 مليون طن منذ عصور ما قبل التاريخ، ويُعتقد أن 90% من مخزون الكوكب السمكي قد استُنفذ بالفعل، وأوشكت مجموعة كبيرة من الأنواع على الانقراض.

وقّعت الأمم المتحدة هذا العام اتفاقية تاريخية، وهي معاهدة “أعالي البحار” التي تهدف إلى حماية الحياة البحرية في مناطق المحيط المفتوح التي لا تخضع لسيطرة أي دولة، وهو ما دفع بعض العلماء لطرح التساؤل: ماذا لو توقفنا عن صيد الأسماك؟.. كيف ستتأثر هذه البيئة؟

تحقيق الوفرة من جديد

في عام 2016، انطلق ستيفن بالومبي، أستاذ العلوم البحرية بجامعة ستانفورد، في رحلة بحرية في واحدة من أكثر الأماكن إشعاعًا على وجه الأرض، وهي منطقة بيكيني أتول، في أرخبيل “مارشال”.

قبل ما يقرب من سبعة عقود، تم استخدام هذه المجموعة من الجزر لاختبار القنبلة الذرية الأمريكية في عام 1954.

شاهد بالومبي الأسماك الصغيرة تدور حول الشعاب المرجانية، ووجد أسماك القرش سوداء الرؤوس وأسمالك القرش الرمادية منتشرة في كل مكان.

قال بالومبي: “على الرغم من تأثيرات الإشعاع الذي تسبب بحدوث طفرات لأسماك القرش التي فقد زعانفها الظهرية الثانية، إلا أن الشعاب المرجانية كانت على قيد الحياة، وكانت الأسماك بحجم أكبر بكثير مقارنة بتلك التي قد تجدها في الأماكن التي يتم الصيد فيها بانتظام”.

وأضاف أستاذ العلوم البحرية بجامعة ستانفورد: “هذه هي النتيجة التي ستحدث إذا تخلينا عن الصيد، حيث سيكون هناك المزيد من الأسماك، وستكون أكبر بكثير مما اعتدنا عليه”.

البيئة البحرية تستجيب بسرعة كبيرة

في مارس 2006، وبينما كان جورج دبليو بوش، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، يجلس أمام التلفاز في البيت الأبيض، شاهد فيلمًا وثائقيًا حول جزر شمال غرب هاواي، وهي أرخبيل في المحيط الهادئ.

يبدو أن “بوش” أعجب بما شاهده، فبدأ في البحث عن طرق لحماية هذه الجزر والحيوانات البحرية التي تعيش فيها، وبمساعدة قانون قديم، جعلها أكبر منطقة محمية بحرية في العالم.

قال جون لينهام، أستاذ الاقتصاد في جامعة هاواي والمتخصص في شؤون حماية المحيطات: “كان التأثير فوريًا تقريبًا، فبدأنا نرى التأثيرات بعد حوالي عام ونصف”.

وأضاف لينهام: “شاهدنا أسرع عمليات التعافي، حيث أخذت أعداد الأنواع التي كان يتم اصطيادها في الازدياد بوتيرة سريعا، مثل سمك التونة ذات الزعانف الصفراء وسمك التونة ذات العيون الكبيرة، الذي كان ينمو بسرعة”.

كيفية إيجاد التوازن

أكد ستيفن بالومبي أن التوقف عن الصيد تمامًا له عيوب كثيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون حاليًا على البحار للحصول على دخلهم أو طعامهم.

وقال بالومبي: “يتسبب في النسبة الأكبر من أزمات البيئة البحرية تلك الأساطيل الصناعية الآلية للصيد، وليس الذين يعتمدون على عمليات الصيد الصغيرة التي تتم بدون إحداث هذا الضرر الهائل للمياه والأسماك التي تعيش فيها”.

وأشار أستاذ العلوم البحرية بجامعة ستانفورد أن إحدى الطرق الفعالة للخروج من الأزمة هي تربية الأحياء المائية في المزارع.

وأضاف: “تنتج المزارع السمكية بالفعل أكثر من نصف إجمالي المأكولات البحرية المستهلكة اليوم، ووفقًا للعديد من المنظمات، بما في ذلك الأمم المتحدة، يمكن أن يساعد هذا النهج في جعل استغلالنا للمحيطات أكثر استدامة”.

وأضاف: “التحول إلى ممارسات أكثر استدامة يمكن أن يكون له تأثير مذهل على إنتاجية المحيطات، فقد تزداد قدرة الإنتاج بمقدرا 16 مليون طن، وهو ما يكفي لإطعام 75 مليون شخص إضافي حول العالم”.

 

ِ

لماذا تعجز الأسماك عن التنفس في المحيطات بسبب التغيرات المناخية؟

رغم الظروف المستحيلة.. لماذا لا تموت الأسماك في أعماق المحيطات؟

المعدلات العالمية لاستهلاك الأسماك والمأكولات البحرية سنويًا