اتجهت الصين مؤخرًا إلى حفر آبار شديدة العمق في إطار بحثها عن الموارد الطبيعية المخبأة على بعد عشرات الآلاف من الأقدام تحت الأرض، حيث بدأ المهندسون الصينيون، منذ أيام، حفر بئر جديدة عميقة ستصل في النهاية إلى 10520 متراً أي نحو 10.5 كيلومتر تحت الأرض في منطقة حوض سيتشوان جنوب غرب البلاد، ومن المتوقع أن يجد المهندسون احتياطياً للغاز الطبيعي، فالمنطقة تعتبر من المناطق الغنية بالغاز الطبيعي وتمثل مصدراً رئيسياً له داخل الصين، ويأتي ذلك بعد مرور أقل من شهرين على إعلانها حفر أعمق بئر نفطية في آسيا.
كيف يتم الحفر؟
أكدت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن مشروع الحفر يتم بواسطة حفار شبهته بأنه تلسكوب في أعماق الأرض، موضحة أن وزنه يبلغ ألفا طن، ويستطيع اختراق أكثر من عشر طبقات قارية، ويمكن لجهاز الحفر هذا أن يتحمل 200 درجة مئوية، وما يفوق الضغط الجوي بأكثر من 1700 مرة.
برغم العمق السحيق للبئرين الجاري حفرهما، لكنهما ليسا الأعمق على الإطلاق تبقى بئر كولا العميقة في شمال غربي روسيا، أكثر عمقًا، وهي مشروع حفر علمي تم في الحقبة السوفيتية، واستغرق عشرين عاماً حتى يصل إلى عمق 12262 متراً.
مكاسب اقتصادية ضخمة
يتولى المشروعان كبار شركات النفط في الصين وفي حال إتمام حفر البئرين فإنهما سيكونان من ضمن أعمق الآبار التي صنعها الإنسان في العالم، وهناك مكاسب اقتصادية ضخمة تعود على التنين الصيني إن نجح التنقيب، حيث سيكونان البداية لسلسلة من أعمال التنقيب عن الغاز والبترول في الصحراء الصينية، فالعمق الذي سيصل الصينيون بحسب خططهم يتجاوز الحدود الصخرية التي تكونت قبل ملايين السنوات، ومن الناحية النظرية سيكون هناك كميات وفيرة من النفط والبترول.
كما سيكون للمشروع منافع علمية أيضًا حيث أكد علماء الجيولوجيا أن الحفر في أعماق الأرض يسمح بمعرفة المزيد حول كيفية تشكل الأرض، كجدول زمني جيولوجي أو الاطلاع على تكوين العالم، وسيكشف أسرار تطور تكوين الطبقات في الصين.
حجم الطاقة في الصين
تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وهي أكبر مصدر لانبعاث الكربون في العالم أيضًا، وتملك احتياطات ضخمة من الطاقة، حيث يولي التنين الصيني أمن الطاقة في المستقبل اهتماماً كبيراً، ويعتبرونه بمثابة الأمن القومي بحسب ما أكد الزعيم الصيني شي جين بينغ.
وأوضحت بيانات شركة “ريفينيتيف” المتخصصة في بيانات السوق المالية والبنية التحتية، أنه بالرغم من انخفاض إنتاج الصين للنفط إلى نحو 8.29 مليون طن متري في فبراير الماضي، إلا أنها الإنتاج استمر في الارتفاع تدريجيًا، حيث وصل الإنتاج في يونيو المنقضي إلى 27 مليون طن.
وتبقى الصين والهند أكبر مستخدمين للوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة حول العالم، لكن في الوقت ذاته تسعى الصين لتصحيح أوضاعها، وأصبحت الصين رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، إذ تعمل على مضاعفة قدرتها في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية وذلك وفق خطة محددة تستمر حتى العام 2030.
الصين تخطط لبناء شبكة أقمار صناعية لمنافسة “ستارلينك”.. هل تنجح؟