أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل ونشر أسلحة نووية في بلا روسيا، قلق الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الغربية، خاصة أن الاتفاق بين بوتين والرئيس البلاروسي ألكساندر لوكاشينكو ينص على نشر صواريخ نووية قصيرة المدى على أراضي بيلاروسيا الحليفة المقربة لموسكو، على أن تظل الصواريخ تحت القيادة الروسية.
وتأتي تلك الخطوة تأكيدًا لتصريحات بوتين في بدايات الحرب الروسية الأوكرانية التي لوح خلالها بإمكانية استخدام السلاح النووي إن استلزم الأمر ذلك وأنه لن يسمح بزوال دولة روسيا مهما كلف ذلك من ثمن.
وكالة المخابرات الدفاعية بِأمريكا تؤكد المزاعم
أكد مسؤولون رفيعون في وكالة المخابرات الدفاعية بِأمريكا “DIA”، أن ليس هناك سبب للشك في ادعاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو نقلت الدفعة الأولى من الأسلحة النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا.
وأشار المسؤولون إلى أن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، لن يكون له أي سيطرة على الترسانة، مرجحين أنها ستكون تحت سيطرة روسيا بالكامل.
وفي سياق متصل أعلن اتحاد العلماء الأمريكيين أن روسيا تمتلك حوالي 4477 رأسًا نوويًا، بما في ذلك حوالي 1900 سلاح نووي تكتيكي، وليس من الواضح مقدار تلك الترسانة التي نقلها بوتين.
تصعيد لردع بولندا
يرى عددًا من المحللين والخبراء العسكريين أن خطوة نقل الأسلحة النووية إلى بيلاروسيا اتخذها الرئيس بوتين بعدما أكد أنه يملك معلومات استخباراتية تفيد بأن بولندا تسعى للسيطرة على أجزاء غرب أوكرانيا، وأن بولندا تجهز للتدخل بشكل مباشر في الحرب.
يخشى بوتين من تشكيل نوع من الائتلاف تحت مظلة “الناتو” والتدخل المباشر في الصراع في أوكرانيا، ولذلك قرر أن يتخذ خطوات تصعيدية على أرض الواقع لإجهاض أي مخطط لتقديم دعم يرجح كفة أوكرانيا في الحرب.
ألمانيا تهدد بالتدخل
على الجانب الآخر ترى دول الغرب أن روسيا تجهز لهجوم على بولندا بواسطة مجموعة “فاغنر” المسلحة المتمركزة في بيلاروسيا، ولذلك تعهدت ألمانيا بدعم بولندا حليفتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” والدفاع عنها في حال تعرضها لأي هجوم، وذلك وفق تصريحات زير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، خلال مؤتمر صحفي في براغ.
ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع البيلاروسية، أن قواتها ستجري تدريبات عسكرية مشتركة مع مقاتلي “فاغنر” بالقرب من الحدود البولندية، وهو ما دفع للرد عبر وكالة الأنباء البولندية، التي أشارت إلى أنه سيتم نقل تشكيلات عسكرية من الغرب إلى شرق البلاد جراء التهديدات المحتملة نتيجة وجود مجموعة فاغنر في بيلاروسيا.
ويبقى استخدام روسيا للأسلحة النووية مرتبطًا بمدى تدخل دول الغرب في الحرب، وأن أي مشاركة مباشرة منهم قد تدفع “بوتين” لاستخدام الأسلحة النووية قصيرة المدى، والذي قد يكون الشرارة الأولى لاندلاع حرب عالمية جديدة.
ما الذي يريده “بوتين” من نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا؟
الأسلحة النووية التكتيكية.. ما هي؟
بعد التلويح بالأسلحة النووية.. حقيقة ظهور الرئيس الروسي بملابس واقية من الإشعاعات