سياسة

بعد عبور جندي أمريكي لحدود كوريا الشمالية.. هل تتأثر العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ؟

تتصاعد التخوفات من احتمالية حدوث صراع سياسي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، على أثر عبور جندي أمريكي لحدود الأخيرة دون تصريح.

ويأتي هذا في الوقت الذي تتعاون فيه أمريكا مع كوريا الجنوبية، للضغط على بيونغ يانغ التي تكثف من من الاختبارات التي تجريها على الصواريخ الباليستية، وتصعيد خطابها العدائي.

من هو ترافيس وكيف عبر الحدود؟

وفق ما أفاد به مسؤولون عسكريون أمريكيون، فإن الجندي عبر الحدود إلى كوريا الشمالية عن عمد، خلال تواجده في المنطقة الأمنية المشتركة منزوعة السلاح الواقعة بين الشمال والجنوب، بطول 150 ميلًا، والتي تمت إقامتها منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.

وتم احتجاز الجندي الذي يُدعى “ترافيس كينغ” من قبل السلطات في كوريا الشمالية، في واقعة تُعد الأولى منذ عقود، فيما تحاول القوات الأمريكية في كوريا التوصل إلى حل لهذه الأزمة، بحسب العقيد إسحاق تيلور، قائد القوات هناك.

وفق المتحدث باسم الجيش، برايس دوبي، فإن ترافيس انضم إلى الجيش في يناير 2021، وتم تعيينه في السرب السادس، وفوج الفرسان الأول، وفريق اللواء القتالي والفرقة المدرعة الأولى في تكساس.

وخلال تواجده في كوريا الجنوبية واجه ترافيس تهمًا بالاعتداء وعلى أثرها تم احتجازه 50 يومًا، ولكن المسؤولون الأمريكيون لم يوضحوا تبعية مكان الاحتجاز، ولكن بعد خروجه تم اصطحابه في طريق العودة إلى الولايات المتحدة.

ولكن لأسباب أمنية، لم يستطع مرافقو كينغ المرور عبر نقاط التفتيش في المطار، وهو ما دفعه للعودة إلى المنطقة الأمنية المشتركة، ليكون أول جندي أمريكي يعبر إلى كوريا الشمالية منذ عام 1982.

توقيت الواقعة

تأتي واقعة الجندي الأمريكي في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ توترًا متصاعدًا، عما كانت عليه منذ عقود.

وتصاعد التوتر بسبب جولة غير موفقة من المحادثات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في عام 2019.

وعلى أثرها بدأت كوريا الشمالية في تعزيز برامجها النووية والصاروخية في السنوات التالية، كان من بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات.

ووجهت بيونغ يانغ اتهامات إلى واشنطن وسيول أكثر من مرة، بمحاولة إثارة التوترات من خلال التدريبات العسكرية المشتركة ونشر الأسلحة، بما في ذلك غواصة الصواريخ الباليستية ذات القدرة النووية التابعة للبحرية الأمريكية إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي هذا الأسبوع.

وفي الوقت الحالي لا تربط الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أي علاقات دبلوماسية رسمية، ويتم الاعتماد على سفارة السويد في بيونغ يانغ كحلقة وصل بين البلدين.

خطورة احتجاز الجندي

بوجود عداء بين الدولتين، فإن الحصول على أسير من أحدهما في يد الأخرى قد يكون له أهمية كبيرة نظرًا لما يمكن أن يكشفه من أسرار عسكرية.

وفي حين أن ترافيس لم يكن من ذوي الرتب المتقدمة وبالتالي لا يمكنه الوصول إلى معلومات على مستوى عال، ولكن مجرد وجوده داخل المنشآت العسكرية الأمريكية يجعله مطلعًا على معلومات وبيانات مثل تخطيطات القواعد أو الوحدات وأعداد القوات الموجودة هناك.

وقد تستخدم بيونغ يانغ الجندي الأمريكي كوسيلة للمساومة والضغط على الولايات المتحدة.

وفي الوقت الراهن، تحاول قوات تابعة للمم المتحدة والتي تشرف على العمليات في المنطقة منزوعة السلاح، التوصل إلى حل ولكن مصير كينغ لا يزال غير معروف حتى الآن.

كوريا الشمالية: نحرص على ضمان توازن القوى بتطوير أسلحتنا النووية

صاروخ هواسونغ – 17.. سلاح كوريا الشمالية الاستراتيجي

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تُهين بايدن.. ماذا قالت؟