علوم

لماذا تحدث الفيضانات المفاجئة؟ وما مدى خطورتها؟

تشهد أجزاء من بنسلفانيا ونيوجيرسي ونيويورك ونيو إنجلاند، من الأسبوع الماضي، أمطارًا صيفية غزيرة نتج عنها فيضانات مُدمرة.

وتسببت شدة الفيضانات في خسائر بشرية حيث قتلت امرأة، وكذلك مادية نتج عنها تضرر بعض الطرق والجسور والمنازل، وهو أمر من المتوقع أن يستمر لفترة في ظل هطول الأمطار بغزارة.

على المستوى المحلي في الولايات المتحدة، تعتبر الفيضانات أكثر الكوارث الطبيعية شيوعًا، والسريعة منها هي النوع الأكثر خطورة. وخلال هذا العام فقط، أسفرت الفيضانات عن مقتل 34 شخصًا، كان 24 منهم يقودون السيارات.

وتكبدت الولايات المتحدة خسائر بسبب الفيضانات تُقدر قيمة المتوسط منها بـ 4 مليارات دولار سنويًا، منذ عام 1980.

كيف تحدث الفيضانات المفاجئة؟

يؤدي هطول الأمطار بشكل غزير في وقت قصير إلى التسبب في الفيضانات، وخصوصًا إذا كانت كميات المياه أكبر من أن تتمكن الأرض من امتصاصها أو تستوعبها المصارف الصحية.

وتتأثر المناطق ذات البنية التحتية السيئة بشكل أكبر، إذا إنها غير مؤهلة للتعامل مع كميات المياه الكبيرة، وهو ما حدث في منطقة الشمال الشرقي من الولايات المتحدة.

وتتطور هذه الأمطار إلى فيضانات في غضون دقائق، بحسب ما نقلته شبكة “سي بي إس نيوز” عن مطورة أبحاث ومدير المركز الهندسي للنقل والمرونة التشغيلية بجامعة فاندربيلت، جاني كامب.

تأثير تغير المناخ

يُصبح الجو أكثر دفئًا بفعل الاحترار النتج عن تغير المناخ، وهو ما يدفع السحب للتخلص من أمطارها دُفعة واحدة بغزارة بدلًا من توزيعها على مدار الموسم.

منذ عام 1880، ارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل متوسط بنسبة 7%، ومن المعروف أن الغلاف الجوي يحتفظ بمياه أكبر بنسبة 7%، مع كل 1.8 درجة فهرنهايت زيادة في درجات الحرارة العالمية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تزداد حدة الفيضانات، وتشهد أراضي الولايات المتحدة طبيعة خاصة، إذ إنها تعاني الجفاف في مناطق عدة وهذه الأراضي الجافة تكافح من أجل امتصاص الكميات الكبيرة من الأمطار التي تسقط عليها.

وتذهب توقعات العلماء إلى أن الولايات المتحدة ستشهد أمطارًا أكثر حدة خلال المستقبل، وتحديدًا في مناطق وادي نهر المسيسيبي والغرب الأوسط والشمال الشرقي.

ويقول الأستاذ والباحث المساعد ومنسق برنامج الزراعة وتغير المناخ في مركز الزراعة المستدامة بجامعة فيرمونت، جوشوا فولكنر: “المناخ يتغير وهناك حالة من عدم اليقين بشأن ما سيحدث في المستقبل، ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو زيادة التطرف المناخي بما سيجعل الأمطار والفيضانات غير متوقعة”.

خطورة الفيضانات

السرعة التي تتحرك بها الفيضانات المفاجئة أكبر بكثير الفيضانات الساحلية والنهرية، وهو ما يجعل كل شيء في طريقها عُرضة للإصابة بأضرار.

ويمكن لـ 6 بوصات من المياه سريعة الحركة أن تدفع الأشخاص وتفقدهم اتزانهم، في حين يمكن لـ 12 بوصة منها أن تتسبب في رفع السيارات عن أماكنهم ودفعها بعيدًا، ويمكن لـ 18 أو 24 بوصة منها أن تحمل شاحنة أو سيارة دفع رباعي.

كما أن مياه الفيضانات المفاجئة يمكن أن تحمل حطامًا، وملوثات خطيرة مثل مياه الصرف الصحي الخام أو النفايات الزراعية أو المواد الكيميائية.

كما أنها قد تتسبب في قطع خطوط الكهرباء التي لا تزال نشطة، ونشر الأمراض عن طريق تلويث مصادر المياه.

كيف تواجهها؟

فضل طريقة لتجنب مخاطر هذه الفيضانات في الاستعداد جيدًا واتباع التعليمات والتحذيرات والبقاء بعيدًا عن المياه.

ويجب أن يستجيب شكان المناطق المعرضة للخطر إلى تحذيرات الإخلاء، وإذا فاجئك الفيضان خلال قيادة السيارة لا بد من الترجل منها والبحث عن أقصى مكان مرتفع يمكن الوصول إليه.

وإذا كنت من سكان المناطق المعرضة باستمرار لخطر الفيضانات المفاجئة، حاول أن تبحث عن تأمين جيد ضد الفيضانات ووضع خطة طوارئ مناسبة لك ولعائلتك، وشراء حقيبة سفر وحافظة أوراق مقومة للمياه.

ويمكن الاستعانة بجهود الصليب الأحمر للحصول على مأوى لحين انتهاء الكارثة.

هذه الاستعدادات تمنح السلطات متسعًا من الوقت والجهد، على إعطاء أولوية للأشخاص الأكثر تضررًا حال وقوع الكوارث، وفق كامب.

خسائر الفيضانات في باكستان

دولتان عربيتان ضمن القائمة.. البلدان الأكثر عرضة لخطر الفيضانات في العالم

الفيضانات.. الخطر القادم من المستقبل