ثقافة

كتاب “القفزة الكبيرة”.. إستراتيجيات لقهر مخاوفك وتحقيق نجاح لا محدود في حياتك

ناقش عالم النفس، الدكتور جاي هندريكس، في كتابه “القفزة الكبيرة: اقهر مخاوفك الخفية وانطلق بالحياة إلى المستوى التالي”، مشكلة تراجع الشخص في حياته وتعرّضه لانتكاسات في الوقت الذي يلاحظ فيه أن كل شيء في حياته يسير على ما يرام.

يرى هندريكس أن كل شخص منّا يمتلك ما يسمّيه “المُنظّم الداخلي”، الذي يحد من مستويات النجاح والحب والإبداع والسعادة والرفاهية التي نسمح لأنفسنا بالاستمتاع بها، ويطلق على هذه المشكلة “الحد الأعلى”.

في هذا التقرير، نقدّم ملخصًا للكتاب؛ لتتعلم من خلاله كيفية التغلب على هذه القيود المفروضة ذاتيًا لتحقيق نجاح شخصي ومهني أكبر.

ما هي مشكلة الحد الأعلى؟

وفقًا لهندريكس، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة “ستانفورد”، هناك عقبة رئيسية واحدة أمام النجاح تؤثر على الجميع، وهي مشكلة الحد الأعلى، التي يعرّفها بأنها “ميلنا لتخريب أنفسنا بمجرد تجاوزنا للحد المصطنع للنجاح الذي نضعه”.

كتب عالم النفس في كتابه: “بمجرد أن نتجاوز هذا الحد، نقول لأنفسنا: هذا ليس صحيحًا، أو لا يمكنني الحصول على كل شيء.. نحن نخرّب أنفسنا دون وعي ونعود إلى حدودنا التي نفرضها على أنفسنا”.

وأضاف: “عادةً ما يتبع النجاح الكبير في مجال واحد من حياتك، مثل ترقية كبيرة، التعاسة في بعض المجالات الأخرى، مثل المشكلات الصحية أو النزاعات في العلاقات، وهو ما يمنعك من الاستمتاع بنجاحك بشكل كامل، ويحد من شعورك العام بالرفاهية”.

الدكتور جاي هندريكس، مؤلف الكتاب

تحضَّر للنجاح المطلق

قال الدكتور جاي هندريكس في كتابه، إن كل ما نقوم به يقع في واحدة من هذه المناطق الأربعة:

– منطقة عدم الكفاءة: تتضمن أشياء أنت سيئ فيها، أو أشياء يقوم بها الآخرون بشكل أفضل منك، وينبغي تقليل الوقت الذي تقضيه في هذه المنطقة، من خلال تفويض هذه الأنشطة للآخرين، أو البحث عن طرق مبتكرة للتخلص منها تمامًا.

– منطقة الكفاءة: تعبّر عن الأشياء التي تجيدها، أو الأشياء التي يقوم بها الآخرون مثلك، وهذه المنطقة رغم أنها يمكن البقاء فيها، إلا أنك ستظل متوسط ​​المستوى في أحسن الأحوال، وعلى المدى الطويل، من المحتمل أن تعاني من الإرهاق.

– منطقة التميز: تشمل الأشياء التي تتفوق فيها، والمجالات التي تُصنّف على أنك ماهر فيها، ومع ذلك، لا يشعر المتواجدون في هذه المنطقة في أعماقهم بالرضا؛ لأنهم غالبًا ما يخلقون قيمة لأشخاص آخرين دون تغذية ذواتهم الداخلية، وهم عالقون في منطقة الراحة هذه دون اكتشاف وإطلاق العنان لعبقريتهم الداخلية.

– منطقة العبقرية: تتضمن هذه المنطقة الأشياء التي تناسبك بشكل فريد، حيث تتعلق بنقاط قوتك وشغفك، وعندما تعمل في هذه المنطقة، فأنت لا تؤدي فقط بشكل جيد بل تستمتع أيضًا بإحساس بالرفاهية الداخلية، ويمكنك تحقيق أقصى درجات الفرح والنجاح والوفاء.

لتتجاوز حدودك العليا وتعيش في منطقة العبقرية الخاصة بك، يجب عليك أولاً قبول إمكانية أن تشعر بالرضا طوال الوقت وأن كل شيء يسير على ما يرام في حياتك، بما في ذلك المال والعلاقات والإبداع والصحة.

وللتأكد أنك وصلت إلى هذا الحد عليك أن تسأل نفسك:

– هل أنا على استعداد لقضاء المزيد من الوقت للشعور بالراحة كل يوم؟

–  هل أنا على استعداد لقضاء المزيد من الوقت الذي يسير فيه كل شيء على ما يرام في حياتي؟

–  هل أنا على استعداد للشعور بالرضا وسير حياتي بسلاسة طوال الوقت؟

– هل أنا على استعداد لأخذ القفزة الكبيرة إلى أقصى مستوى من النجاح؟

إذا كانت إجابتك “لا” أو “ربما” على أي من هذه الأسئلة، فتوقف قليلاً وفكّر؛ للتعرف على المنطقة التي تأتي منها المقاومة، وتعيين الحدود التي تضعها على نفسك.

كيف تتجاوز الحد الأعلى الخاص بك؟

يمكن لكل شخص تعلم تجاوز الحد الأعلى الخاص به، من خلال اتباع بعض الإستراتيجيات والأفكار الواردة في الكتاب، والتي وضعها جاي هندريكس بعد سنوات من مساعدة عملائه على تجاوز هذه الحدود.

فهم المخاوف الأربعة

لا يمكنك حل مشكلة الحد الأعلى مباشرة، ولكن الأمر ممكن من خلال معالجة 4 مخاوف أو معتقدات أساسية، تتمثل في التركيز على العيوب ونعت النفس بعدم استحقاق النجاح، والخوف من عدم الولاء والتخلي، والخوف من أعباء النجاح، والخوف من تجاوز الآخرين.

كتب هندريكس: “هذه المخاوف مدمرة للغاية لأننا نعتقد أنها صحيحة، وبمجرد أن ندرك من أين أتت وكيف تؤثر علينا، تقلّ سلطتها ومدى تحكمها بحياتنا”.

اكتشاف مشكلة الحد الأعلى في حياتك اليومية

بمجرد أن تتعرف على مخاوفك الداخلية والقيود التي تفرضها على نفسك، يمكنك أن تتعلم كيف ومتى تحدّ منها.

وفي هذا الشأن، هناك عدد من السلوكيات التي يجب الانتباه لها، مثل القلق غير الضروري بشأن أشياء خارجة عن إرادتك، كالمرض.

عندما تلاحظ مثل هذه السلوكيات، لا تنتقد نفسك، بل عليك تحويل تركيزك إلى الأحاسيس الإيجابية والقصص الجديدة التي تصف كيف تستمتع بالوفرة والتعبير عن الذات في منطقة العبقرية الخاصة بك.

كيف تكتشف منطقة العبقرية الخاصة بك؟

تساعدك الأفكار الواردة أعلاه على إزالة الحدود الحالية، واتخاذ خطوات صغيرة للأمام، ولكن معرفة منطقة العبقرية الخاصة بك يكون من خلال الإجابة على مجموعة الأسئلة التالية:

– ما أكثر ما أحب أن أفعله؟

– ما العمل الذي لا يبدو أنه عملي؟

– في عملي، ما الذي يجلب أكبر قدر من الوفرة والرضا بأقل قدر من الوقت؟

– ما هي قدرتي الفريدة؟

ويؤكد الكاتب أن الوصول إلى منطقة العبقرية الخاصة بك غير كافٍ؛ لأنه من السهل للغاية الانزلاق مرة أخرى إلى المناطق الأخرى.

شارك هندريكس العديد من الإستراتيجيات للمساعدة على البقاء في منطقة العبقرية، وتشمل:

– النجاح لا حدود له: أخبر عقلك الواعي واللاواعي بالبقاء في مركز منطقة العبقرية.

– استخدام “لا” باستنارة: ارفض أي شيء لا يتناسب مع منطقتك العبقري.

– جدد التزامك بالبقاء في منطقة العبقرية بانتظام.

– حسّن علاقتك مع الوقت: وفّر وقتك من خلال تغيير اختيارك للأنشطة وكيف تنظر إليها.

ما هو اضطراب القلق.. وكيف يمكن التغلب عليه؟

هل هناك فرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق؟

معدلات القلق لدى الأطفال تتزايد.. هذا ما كشفته دراسة حديثة