في الوقت الذي كانت فيه الهجمات الروسية على أشدها وتحديدًا في حي ميكولايف السكني في أوكرانيا في 5 أغسطس 2022، كان موظفو مكتب بوتين مشغولين بأمور تتعلق برفاهية الرئيس بوتين.
ووفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن وثائق سرية مسربة، فإن أحد مسؤولي الكرملين أشار إلى أن إدارة النقل تلقت طلبًا حول حاجتها لتركيب معدات جديد في عربة الصحة الرياضية الموجودة في قطار خاص بالرئيس الروسي.
محتويات غامضة
وتم الكشف عن هذه المعلومات من قبل مجموعة التحقيقات الروسية المعروفة باسم “دوسير” ومقرها لندن والتي يدعمها أحد أقطاب النفط الروس السابقين وهو ميخائيل خودوركوفسكي، لمعارض للكرملين.
وحياة الرئيس الروسي مجهولة إلى حد كبير، ولكنه استخدامه للقطار أمر معروف، إذ نشر الكرملين من قبل صورًا لاجتماعات جرى عقدها على متن القطار، وتحديدًا في القاعة المخصصة لذلك والتي غلب عليها مظاهر الترف.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العربات العشرين الأخرى من القطار ظلت لغزًا غامضًا، وكانت تخضع لرقابة مشددة.
وبحسب مركز دوسير فإن الوثائق تم تسريبها من قبل شخص مطلع داخل شركة “زيركون سيرفس” الروسية، وهي شركة مكلفة من قبل شركة السكك الحديدية الروسية المملوكة للدولة، بتجهيز السيارات المخصصة لمكتب الرئيس الروسي.
وتشمل عربات القطار صالة رياضية فاخرة لا يستخدمها سوى بوتين نفسه، وكذلك منتجع صحي، بحسب الوثائق.
وتم تزويد العربة التي انتهى تصنيعها في عام 2018، بآلات ومعدات إيطالية الصنع، تم استبدالها فيما بعد بأخرى من إنتاج الولايات المتحدة.
كما ضم القطار مركز تجميل كامل مزود بطاولة تدليك والعديد من المعدات المتطورة،من بينها جهاز يُستخدم في الحفاظ على تماسك الجلد، إضافة إلى حمام بخار تركي ودش للاستحمام.
تورط حاشية بوتين
وكشفت الوثائق عن علاقة تربط تجهيز هذه العربات بمسؤولين من أعلى المستويات في إدارة الرئيس بوتين، إلى جانب تسريب العديد من عقود الصيانة المتعلقة بالعربات، والتي تُشير إلى أنها تمت بالتنسيق مع جهاز الحماية الفيدرالية المكلف بحماية بوتين ” FSO”.
ولكن الكرملين نفى وجود أي قطارات شخصية تخص الرئيس بوتين، وتقع في نطاق استخدامه أو ملكيته، بحسب سي إن إن.
ويستخدم بوتين بشكل متزايد هذا القطار خلال سفره لتجنب التعقب، بحسب ما أفاد المهندس السابق في جهاز الحماية الفيدرالية، غليب كاراكولوف، والذي انشق عن البلاد العام الماضي وأجرى مركز دوسير مقابلة سرية معه في ديسمبر الماضي.
ويقول إن القطار على عكس الطائرة، التي تلتقطها الرادارات بمجرد إقلاعها، ولذلك فهو وسيلة آمنة لإخفاء حركة الرئيس الروسي.
وكانت المرة الأولى التي عمل فيها كاراكولوف في القطار خلال عام 2014، ودخل الاستخدام بشكل متزايد في عام 2021، قبلي غزو أوكرانيا.
وفي حين أنه تمت مراعاة عوامل الخصوصية كافة فيما يخص الكشف عن القطار، إلا أن بعض الهواة استطاعوا تسريب بعض الصور له واصفين إياه بـ “القطار الشبح”.
ومن السهل التعرف على القطار الذي يتميز بقبة بيضاء متواجدة أعلى إحدى العربات، والتي تحتوي في داخلها على الهوائيات المتعلقة بالاتصالات المتطورة، وهي ميزة لا توجد في القطارات الأخرى.
من هم “الحرس الوطني” الذين يحمون “بوتين”؟
كيف ظهرت نقاط ضعف “بوتين” بعد انقلاب اليوم الواحد؟ وكيف ستؤثر على الحرب؟
بعد التمرد على “بوتين”.. ما هو مصير فاغنر في الشرق الأوسط وأفريقيا؟
