هل زيفت ناسا الهبوط على سطح القمر؟ هل تخفي أمريكا كوكب المريخ في المنطقة 51؟ هل الاحتباس الحراري خدعة؟ الإجابة على هذه الأسئلة هي “لا”، ومع ذلك فإن أصحاب نظرية المؤامرة يجادلون بقوة لإثبات العكس.
يرفض بعض العلماء من أصحاب نظرية المؤامرة التسليم بأنهم مصابون بجنون العظمة والوهم، بينما يوضح علم النفس أن الأشخاص الذين لديهم أفكار مؤامرة هم أيضًا أكثر ميلًا إلى الإصابة بجنون العظمة ومرض الفصام، وكما قال خبير نظرية المؤامرة تيموثي ميلي من جامعة ميامي، غالبًا ما يتم رفض هذه المعتقدات باعتبارها “رؤى غير معقولة لطرف مجنون”.
انتشار
ومع ذلك ، فإن هذه الأفكار المناهضة للمؤسسة منتشرة على نطاق واسع بشكل مدهش، فوفقًا لاستطلاع صدر في أبريل الماضي من قبل Public Policy Polling ، يعتقد 37٪ من الأمريكيين أن الاحتباس الحراري هو خدعة ، ويعتقد 21٪ أن الحكومة الأمريكية تتستر على أدلة وجود كائنات فضائية، ويشتبه 28٪ في وجود قوة سرية من النخبة تخطط للسيطرة على العالم، كما أنه بعد ساعات فقط من تفجير ماراثون بوسطن، اقترح الناس، في مقاطع فيديو على يوتيوب وفي أماكن أخرى على الويب، أن الهجوم ربما كان عملاً داخليًا وحتى أن الحدث بأكمله كان خدعة.
بداية الخدعة
إذن، كيف تنمو هذه النظريات وتزدهر؟ ما الذي يجعل شخصًا ما أو مجموعة من الناس يصرون أنه يتم الكذب عليهم، وأنهم يتعرضون للتضليل عمدًا؟
في هذا السياق قال دانيال جولي، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة نوتنغهام ، لموقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن نظريات المؤامرة “تبدأ بمحاولتنا فهم الأحداث المعقدة”، مضيفًا: “يمكن القول إن نظريات المؤامرة تقدم حلولاً بسيطة لمشاكل معقدة”.
ومن جانبها تقول عالمة النفس كارين دوغلاس إن مثل هذه المفاهيم غالبًا ما تزدهر عندما يحتاج الناس إلى إجابات في أوقات التوتر، مضيفة “تميل نظريات المؤامرة إلى الظهور عندما تحدث أشياء مهمة يريد الناس فهمها وعلى وجه الخصوص، تميل إلى الظهور في أوقات الأزمات عندما يشعر الناس بالقلق والتهديد، لإنهم يعيشون في حالة من عدم اليقين.”
“المكونات الفريدة” تجعل نظريات المؤامرة تنتشر
فيما يتعلق بما يجعل نظرية معينة تنتشر، أوضحت “جولي” أن عددًا من العناصر يجب أن تكون متوفرة لتحقيق الشعبية وطول العمر، حيث تتطلب نظرية المؤامرة اجتماع بعض المكونات الفريدة معًا، فيجب أن يكون الحدث أو القضية الشاملة مهمة ، ويجب أن يكون المتآمرون واقعيين، ويجب أن تكون البيئة مهيئة لذلك، أي يجب أن تناشد نظرية المؤامرة الأشخاص الذين سيكونون مستعدين لتصديقها بشكل مباشر، بالضبط في الوقت الذي يُرجح فيه تصديقها”.
وتابعت “جولي”: “فيروس كورونا كان أحد أهم الأمثلة لتلك النظرية فأثناء الوباء كانت الأرض خصبة لتصديق أي نظرية، فالناس كانوا يريدون أن يعرفوا ما يحدث من حولهم.
ما الذي يسبب موجة الحر في أوروبا وماذا يُقصد بظاهرة إل نينيو؟
أي الدول في مجموعة السبع لديها أعلى معدلات تضخم؟
لماذا يجب استمرار السماح لأوكرانيا بشحن الحبوب خلال حرب روسيا؟
