يحذّر راي داليو، وهو مستثمر ومؤلف كتاب “مبادي التعامل مع النظام العالمي المتغيّر”، و”مبادئ التعامل مع أزمات الديون الكبيرة”، من أن النظام الاقتصادي القائم في العالم قد ينهار في وقت قريب، فما هي العوامل التي دفعته إلى هذا الاعتقاد؟
التاريخ يعيد نفسه
كتب داليو، وهو ملياردير أمريكي، في مقال بمجلة “TIME”، أنه رصد حدوث 3 أشياء كبيرة في السنوات الأخيرة، تشبه ما حدث في الفترة من 1930 إلى 1945، والتي أدت لانهيار مالي بالولايات المتحدة.
وأوضح داليو أن هذه الاتجاهات الثلاثة تشمل، وصول الديون إلى أكبر مستوى لها مع تسارع معدلات نموها، وزيادة طباعة النقود، بالإضافة إلى اتساع الفجوات في الثروة والدخل، وأخيرًا، تفاقم حجم الصراع الدولي بين القوى العظمى، وأهمها الولايات المتحدةو الصين.
وأضاف الكاتب: “أظهر لي هذا الفحص أن هذه القوى الثلاث الكبرى، أي الدين، والصراع الداخلي، والصراع الخارجي، ظهرت في دورات كبيرة عززت بعضها البعض لتشكيل ما أسميه الدورة الكبيرة”.
وتابع: نتيجة دراسة 500 عام من التاريخ، وجدت أن الظروف المالية الموصوفة سابقًا تعد مؤشرات رئيسية لأزمات مالية كبيرة أدت إلى تحولات كبيرة في النظام المالي”.
وقال داليو: “أدت الفجوات السياسية والاجتماعية لصراعات كبيرة داخل البلدان أدت إلى تغييرات كبيرة في الأنظمة المحلية، أما الصراعات الخارجية فلم تنتج سوى تغييرات كبيرة في النظام العالمي”.
الاقتصاد الأمريكي مهدد بالانهيار في غضون 18 شهرًا
ركز داليو في مقاله على الولايات المتحدة، باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم حاليًا، حيث أوضح: “نحن الآن في الجزء الأوسط مما أسميه دورة الديون قصيرة الأجل والتي تُعرف أيضًا باسم دورة الأعمال، وقد استمرت دورات الديون قصيرة الأجل هذه 7 سنوات في المتوسط، أو تزيد عن 3 سنوات، ويشير التاريخ إلى أن الانكماشات الاقتصادية يحتمل أن تأتي خلال 18 شهرًا القادمة”.
وكتب داليو: “نحن أيضًا في مرحلة متأخرة وخطيرة من دورة الديون طويلة الأجل لأن مستويات أصول الديون والتزامات الديون أصبحت مرتفعة للغاية بحيث يصعب إعطاء الدائنين المقرضين سعر فائدة مرتفعًا بدرجة كافية مقارنة بالتضخم الكافي تجعلهم يرغبون في الاحتفاظ بهذا الدين كأصل دون جعل أسعار الفائدة مرتفعة للغاية بحيث يضر المقترض المدين بشكل غير مقبول”.
وواصل: “بسبب نمو الديون غير المستدام، من المحتمل أننا نقترب من نقطة انعطاف رئيسية ستغير النظام المالي.. وبصورة مختلفة، يبدو لي أننا نقترب من إعادة هيكلة الديون التي ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في النظام المالي”.
ويتوقع داليو أن تضطر وزارة الخزانة الأمريكية إلى بيع الكثير من الديون، بسبب العجز الكبير في كم الأموال لديها، ويقول إنه لن يكون هناك طلب كاف عليها.
وأضاف: “إذا حدث ذلك، فسيؤدي ذلك إما إلى ارتفاع معدلات الفائدة أو قيام الاحتياطي الفيدرالي بطباعة الكثير من الأموال وشراء السندات التي ستؤدي إلى خفض قيمة الأموال، ولهذه الأسباب، يمكن أن تسوء الظروف المالية، وربما بشكل كبير للغاية، خلال الأشهر الـ 18 القادمة.
صراع قادم بين أكبر قوّتين في العالم
وقال داليو إنه من المرجح أن تزداد حدة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، حيث يعتقد أن الأولى ستزيد من عدوانيتها تجاه الثانية بسبب التوترات السياسية المحلية والأزمة المالية.
وأضاف: “معظم الناس في الولايات المتحدة مناهضون للصين، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في أمريكا، اقتربت بكين وواشنطن بشكل خطير من شكل من أشكال الحرب، سواء كانت حرب اقتصادية شاملة أو أسوأ، وهو ما يمثله حرب عسكرية”.
وتربط العديد من القضايا الولايات المتحدة بالصين، والتي تشمل “تايوان، والرقائق، والتعامل مع روسيا، وفرض عقوبات على الاستثمارات”.
يقول داليو: “لا أقصد أن أقول إننا متجهون للحرب لكنني أعني أن احتمالات حدوث شكل من أشكال صراع كبير مرتفعة بشكل خطير”.
لهذا السبب.. أسهم Tesla ترتفع مجددًا