سياسة

حرب الرقائق الإلكترونية.. لماذا فرضت الصين إجراءات جديدة على تصدير بعض مواد التصنيع؟

في خطوة أخرى ضمن حربها الإلكترونية مع الولايات المتحدة، فرضت الحكومة الصينية إجراءات جديدة على تصدير مادتي الغاليوم والجرمانيوم، وهي أكبر مُصنّع لهما على مستوى العالم.

ومن المقرر أن تخضع هذه المواد التي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية من الشهر المقبل، إلى ضوابط وتراخيص تصديرية خاصة.

ما أهمية الغاليوم والجرمانيوم؟

تدخل هذه المواد في صناعة أشباه الموصلات وهي أجزاء أساسية في معظم المنتجات والأجهزة الإلكترونية من هواتف محمولة وغيرها.

كما تدخل في صناعة المعدات العسكرية، إلى جانب أنهما مادتان أساسيتان في صناعة الألواح الشمسية، وهو ما يجعلها نقطة لصراع يكتسب زخمصا يومًا تلو الآخر بين بكين وواشنطن.

ويُنظر لهذا القرار على أنه رسالة رد من قبل بكين على ما قامت به واشنطن من خطوات تُقيد حصولها على بعض معالجات الحاسبات الدقيقة الحديثة المستخدمة في الأغراض العسكرية.

وتهدف بكين من الخطوة التي سبقت زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إلى بكين، إلى حماية أمنها ومصالحا الوطنية، بحسب ما قالته وزارة التجارة الصينية، الإثنين الماضي.

حرب الرقائق

وتشهد هذه الحرب خطوات متبادلة من كلا الجانبين لمنع وصول بعضهما البعض إلى بعض الرقائق التي تُستخدم في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.

وفرضت الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي قيودًا على منح التراخيص للشركات التي تستخدم تكنولوجيا أمريكية من تصدير بعض الرقائق إلى الصين.

واتبعت دول أخرى ذات النهج مثل اليابان وهولندا، والتي أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها ستفرض قيودًا على بعض المعدات المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات.

وجاءت هذه الخطوة بعد قرار سابق قيدت فيه صادراتها من الرقائق الدقيقة المتقدمة، والذي سينعكس على شركة ASML الهولندية، التي تُعد أحد اللاعبين الأساسيين في صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم.

بدورها، تستعد اليابان لفرض قيود على صادرتها من الرقائق بعد قرارات في مارس الماضي، بما يؤثر على بعض معدات تصنيع أشباه الموصلات البالغ عددها 23 نوعًا.

صراع القوى العظمى

ترى الصين أن الولايات المتحدة تستهدف فرض سيطرتها على سوق التكنولوجيا العالمية، من خلال القيود التصديرية التي تفرضها.

وفي المقابل، فرضت بكين خلال الشهور الماضية، قيودًا مماثلة على شركة الطيران لوكهيد مارتن، وهي إحدى الشركات الأمريكية التابعة للجيش الأمريكي.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تحاول البلدان رأب صدع العلاقات بينهما، والذي بدأ بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى الصين قبل أسبوعين، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتستمر هذه المحاولات من خلال الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخزانة الأمريكية إلى بكين، اليوم الخميس، والتي حذرت مسبقًا من عواقب قطع العلاقات وتحديدًا التجارية بين البلدين.

من هم المرشحون لرئاسة “تايوان”؟ وكيف ينظرون للصراع مع الصين؟

الصين في الطليعة.. من أين تستورد أمريكا الألعاب النارية؟

تراقب الجميع.. كيف تخطط الصين للسيطرة على العالم؟