تستعد الهيئة الدولية لقاع البحار، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، لفتح قاع المحيطات والبحار للتعدين الدولي، لتسهيل الحصول على المواد اللازمة للتحوّل لاستخدام الطاقة النظيفة، حيث ستحتاج للبدء في قبول طلبات تصاريح التعدين بعد النتائج المبشّرة للمفاوضات بين الدول الأعضاء.
في هذا التقرير، نوضّح ماهية التعدين في أعماق البحار، وسبب تقديم بعض الشركات والبلدان للحصول على تصاريح لتنفيذه، والدافع وراء مخاوف نشطاء البيئة من هذه الأنشطة.
ما هو التعدين في أعماق البحار؟
المياه العميقة للمحيط أو البحر هي المستقرة بعد مسافة أبعد من 200 متر عن السطح، وهي أكبر موطن للحياة على الأرض.
يتكوّن قاع البحر من سلاسل من الجبال، والهضاب، والقمم البركانية، والوديان العميقة، والسهول الممتدة، كما البيئة الأرضية تمامًا.
ويحتوي قاع البحار على معظم نفس المعادن التي نجدها على الأرض، وغالبًا ما تكون في تكوينات وفيرة، بالإضافة إلى معادن فريدة من نوعها توجد فقط في أعماق المحيط، مثل قشور المنجنيز والحديد، والمركبات عديدة المعادن.
وهناك ثلاثة أنواع من هذا التعدين، حيث أولها هو إزالة العقيدات المتعددة الفلزات الغنية بالرواسب من قاع المحيط، وثانيها استخراج رواسب الكبريتيد الضخمة في قاع البحر، وثالثها إزالة قشور الكوبالت من الصخور.
تحتوي هذه العقيدات والرواسب والقشور على مواد مثل النيكل والأتربة النادرة والكوبالت وغيرها، وهي من مكونات إنتاج البطاريات والمواد الأخرى المستخدمة في استغلال الطاقة المتجددة والتقنيات التي نستخدمها يوميًّا كالهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.
كيف يتم التعدين في المياه العميقة؟
لا تزال الهندسة والتقنيات المستخدمة في التعدين في أعماق البحار في مرحلة التطور، حيث تتطلع بعض الشركات إلى تفريغ المواد من قاع البحر باستخدام مضخات ضخمة.
يقوم آخرون بتطوير تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تعلم روبوتات أعماق البحار كيفية انتزاع العقيدات من الأرض، ويتطلع البعض إلى استخدام آلات متطورة يمكنها تعدين المواد بعيدًا عن الجبال والبراكين الضخمة تحت الماء.
متى سيبدأ التعدين في قاع البحار؟
تجري اللجنة القانونية والتقنية التابعة للهيئة الدولية لقاع البحار، والتي تشرف على تطوير لوائح التعدين في أعماق البحار، اجتماعاتها في أوائل شهر يوليو لمناقشة مسودة قانون التعدين التي لم يتم تنفيذها بعد.
يقول محللون إن أقرب وقت يمكن أن يبدأ فيه التعدين بموجب لوائح الهيئة هو عام 2026، بعد النظر في طلبات التعدين وإجراء تقييمات الأثر البيئي.
في المقابل، دعمت بعض الشركات، مثل “Google” و”Samsung” و”BMW” وغيرها دعوة “World Wildlife Fund” للتعهد بتجنب استخدام المعادن التي تم استخراجها من محيطات الكوكب.
دعت أكثر من 12 دولة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والعديد من دول جزر المحيط الهادئ، رسميًا إلى حظر أو إيقاف مؤقت أو وقف التعدين في أعماق البحار على الأقل حتى يتم تطبيق الضمانات البيئية، على الرغم من أنه من غير الواضح عدد الدول الأخرى التي تدعم مثل هذا التعدين.
هل تسببت الاحتجاجات الأخيرة في فرنسا في أية أضرار ببرج إيفل؟.. إليك الحقيقة
ما هي ظاهرة القمر العملاق؟ وكم مرة ستحدث في 2023؟
بعد إطلاق تلسكوب “إقليدس” الفضائي.. ماذا نعرف عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة؟