علوم

لماذا يصنع العلماء غبارًا زائفًا يشبه تربة القمر؟

من أجل عودة البشر إلى القمر، يلجأ العلماء إلى مدينة تاو في جزر الكناري، والقريبة من فوهة بركان تاميا، بالرغم من أن “تاو” ليست واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية، إلا أنها استقبلت مؤخرًا زوارًا من نوع مختلف تمامًا.

 لم يكن اهتمام علماء الفلك بالبركان ذاته، ولكن في التربة الرمادية الداكنة التي بنيت عليها مدينة تاو، فاليوم تلعب هذه المادة دورًا مدهشًا في مبادرة استكشاف الفضاء (SEI)، التي كان هدفها إعادة البشر إلى القمر ثم إلى المريخ.

مشكلة الغبار القمري

وجد فريق من العلماء الإسبان أن البازلت بالقرب من تاو يحمل تشابهًا كبيرًا مع عينات الثرى القمري، التي جلبها طاقم الرحلة القمرية أبولو 14 إلى الأرض في عام 1971.

بتشابه تربة تاو مع القمر، سيقدر الخبراء على حل واحد من أهم التحديات التي سيواجهها رواد الفضاء عند عودتهم إلى القمر مجددًا، وهي تقليل كمية حبيبات الغبار الحادة التي تلتصق ببدلاتهم ومعداتهم الفضائية.

هذه الذرات الصغيرة من الغبار القمري تحمل شحنة كهروستاتيكية صغيرة، مما يجعلها ملتصقة بشكل خاص، وهو ما يمكن أن يلحق الضرر بالمعدات والإلكترونيات الدقيقة، الأمر الذي جعل مهندسي ناسا ينتجون طلاءً جديدًا يأملون أن يمنع الغبار القمري من التراكم على المركبات الفضائية وبدلات الفضاء، والتي يمكنهم بعد ذلك اختبارها باستخدام أجهزة محاكاة التربة.

بخلاف تربة تاو الطبيعية، استلزمت أهداف مهمة SEI الطموحة إنتاج JSC-1، وهو جهاز رائد لمحاكاة الثرى القمري، تم تطويره في مركز جونسون للفضاء في منتصف التسعينيات، ونتائجه مشابهة للعينات التي تم إحضارها من القمر بواسطة مهمة Apollo 14 .

وتحتوي التربة القمرية على مكون زجاجي مهم بسبب العدد الكبير من تأثيرات النيزك عالية الطاقة على سطحها، وقد أنتج مركز جونسون للفضاء حوالي 20 طناً من JSC-1. ومع ذلك، تم إلغاء برنامج SEI في وقت لاحق وبالتالي تضاءل الطلب على المحاكاة القمرية.

برنامج Artemis

ولكن مع ولادة برنامج Artemis في عام 2017، عاد الاهتمام بالمحاكاة القمرية مرة أخرى، وهناك طلب على مجموعة أكثر تنوعًا من محاكيات التربة القمرية لتعكس بشكل أفضل التربة التي قد يواجهها رواد الفضاء في القطب الجنوبي للقمر.

يعد Exolith Lab ومقره فلوريدا أحد أكبر المنتجين في العالم، وقد أنتج منذ تأسيسه في عام 2017 80 طنًا (176،370 رطلاً) من محاكاة التربة القمرية والمريخية.

ومن جانبها تُستخدم محاكيات الثرى في مجموعة واسعة من الاختبارات والتجارب، حيث يستخدمها مركز جونسون للفضاء لاختبار الأدوات الجيولوجية التي سيتم دفعها إلى الصخور على القمر، لاختبار مقاومة أقمشة بدلة الفضاء ولتطوير مرشحات لتنقية الهواء للمساعدة في منع الغبار القمري من تلويث الهواء في المركبات الفضائية.

ما هي ظاهرة القمر العملاق؟ وكم مرة ستحدث في 2023؟

هل للأرض “قمر” جديد؟ دراسة تكشف سرًا عن كوكبنا

لماذا توقفت الرحلات البشرية إلى القمر منذ عام 1972؟.. مختص يجيب