علوم

بعد إطلاق تلسكوب “إقليدس” الفضائي.. ماذا نعرف عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة؟

انطلق التلسكوب الفضائي الأوروبي “إقليدس” لاستكشاف لغزين من أهم أسرار علم الفلك، وهما المادة المظلمة والطاقة المظلمة، فرغم أنهما يمثلان 95% من حجم الكون، إلا المعلومات غير كافية بالمرة عن طبيعتهما وتكوينهما، فما الذي نعرفه حقًا عنهما؟

ما هي الطاقة المظلمة؟

نحن نعلم مقدار الطاقة المظلمة الموجودة، بفهمنا لدورها في تمدد الكون، وبخلاف ذلك، فكل الباقي طلاسم، وحل هذا اللغز مهم حقًا، إذ اتضح أن ما يقرب من 68٪ من الكون عبارة عن طاقة مظلمة، أما المادة المظلمة فتشكل حوالي 27٪، أما الباقي من كوننا، والذي يشمل كل شيء على الأرض، وكل المواد الطبيعية، فيمثل ما يصل إلى أقل من 5٪ من الكون.

الطاقة المظلمة غامضة للغاية، واكتشافها في التسعينيات كان بمثابة صدمة كاملة للعلماء.

في السابق، افترض الفيزيائيون أن قوة الجاذبية ستبطئ تمدد الكون بمرور الوقت، ولكن عندما حاول فريقان مستقلان قياس معدل التباطؤ، وجدوا أن التوسع كان في الواقع يتسارع! وشبّه أحد العلماء الاكتشاف بإلقاء مجموعة من المفاتيح في الهواء متوقعًا منهم أن يسقطوا مرة أخرى، فقط لرؤيتهم يطيرون بشكل مستقيم نحو السقف.

يعتقد العلماء الآن أن التوسع المتسارع للكون مدفوع بنوع من القوة الطاردة الناتجة عن التقلبات الكمية في الفضاء “الفارغ”، بل يبدو أن القوة تزداد مع توسع الكون، ولعدم وجود اسم أفضل، يسمي العلماء هذه القوة الغامضة بالطاقة المظلمة.

على عكس المادة المظلمة، ليس لدى العلماء تفسير معقول لهذه طاقة.

ما هي المادة المظلمة؟

يعد العلماء أكثر يقينًا بطبيعة المادة المظلمة عن الطاقة، فهم يعرفون أنها مظلمة، أي لا تشبه النجوم والكواكب التي نعرفها، وتوضح الملاحظات التي تم أخذها من الفضاء أن هناك القليل جدًا من المادة المرئية في الكون حيث تشكل نسبة 27٪، ويصفها أحد الآراء بأنها مادة مكونة من مجموعة جسيمات تسمى “الباريونات” والتي تقوم بامتصاص الإشعاع الذي يمر من خلالها، لكن ما صحة هذا الرأي؟

تظل هناك عدة احتمالات حول طبيعة المادة المظلمة، فمن غير المعروف طبيعة قدرة المادة الباريونية على تكوين المادة المظلمة، ولكن الرأي الأكثر شيوعًا هو أن المادة المظلمة ليست باريونية، ولكنها تتكون من جسيمات أخرى أكثر غرابة.

ماذا عن المستقبل؟

والسؤال الأهم هنا كيف يمكن للتلسكوب رؤية هذه المواد غير المرئية؟ سيحدث هذا عن طريق دراسة الضوء، الذي يتم رؤيته من الأجسام البعيدة، أثناء انحرافه عبر طريق المادة المرئية والمظلمة حتى نقطة رؤيته.

ويوضح عضو اتحاد “إقليدس” ديفيد إلباز إلى أن مشاهدة التشوهات في تاريخ الكون، ستتيح فهم تصرف الطاقة المظلمة، الأمر الذي سيساعد في فهم شكل المجرات والثقوب السوداء، معتبرًا هذا الاكتشاف بمثابة “منجم ذهب للفيزياء الفلكية”.

أما تكلفة هذه الرحلة فتبلغ 1,5 مليار يورو، ومن المنتظر أن يرسل “إقليدس” أول صور له في أكتوبر، مع وجود مهمات أساسية سيقوم بها في أعوام 2025 و2027 و2029، وقد تطول هذه الرحلة إن احتاج الأمر.

رحلة عودة رواد الفضاء إلى الأرض.. أهم التفاصيل

ما معنى حرب الفضاء؟ وما هي أسلحة الفضاء الأكثر خطورة؟

بالفيديو .. هكذا يستعد روادنا لرحلتهم العلمية في الفضاء