قدم ملك هولندا، ويليم ألكسندر، يوم السبت، اعتذارًا رسميًا عن الدور الذي لعبته بلاده في تجارة الرقيق في القرن السابع عشر الميلادي.
وقال الملك خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 160 لإلغاء العبودية في البلاد، إنه تأثر شخصيًا بالأمر، وشعر بمدى الرعب الذي خلفته تلك الممارسة.
وانتقد ألكسندر رد فعل العائلة المالكة وقتها، قائلًا إنها لم تفعل شيئًا لوقف هذه الممارسة، في تصرف من الملك كان بمثابة مفاجأة خلال هذا الحدث.
وقال: “اليوم أقف هنا أمامكم بصفتي ملككم وكجزء من الحكومة، أعتذر بنفسي وأطلب المغفرة”.
دور هولندا في دعم العبودية
في الفترة التي تلت القرن السابع عشر، أصبحت البلاد قوة استعمارية كبرى باستيلائها على العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم.
وكان من بين هذه المناطق ما يُشكّل حاليًا بلدان إندونيسيا وجنوب إفريقيا وكوراساو وبابوا الغربية، وفي هذا التوقيت، تم تهريب أكثر من 600 ألف شخص من قبل تجار الرقيق الهولنديين.
وبذلك أصبحت هولندا لاعباً رئيسياً في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، بما يمثل حوالي 5% من إجمالي تجارة الرقيق في هذه المنطقة.
وكان يتم تهريب هؤلاء الأشخاص من أفريقيا إلى المستعمرات الهولندية في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية.
وفي حين أنه تم حظر هذه الممارسة في عام 1863، إلا أنها استمرت في دولة سورينام خلال فترة انتقالية إلزامية مدتها 10 سنوات، ما ترتب عليها حزن وألم للكثير من العائلات في هذه الفترة.
وأظهرت نتائج دراسة حديثة صدرت في يونيو الماضي، أن الحكام الهولنديين استفادوا ماليًا من تجارة الرقيق في الفترة بين 1675 و 1770، وحققوا ثروات ضخمة منها، إذ إنهم تلقوا ما قيمته 595 مليون دولار في وقتنا الحالي، من المستعمرات التي تم فيها فرض العبودية.
وكشفت الدراسة التي أجراها مجلس الأبحاث الهولندي أن 40٪ من النمو الاقتصادي بين عامي 1738 و 1780 في مقاطعة هولندا الغربية فقط، حدث بسبب تجارة الرقيق.
اعتذارات سابقة
لم يكن ملك هولندا هو الأول الذي اعتذر عن دعم بلاده للعبودية، ففي العام الماضي، اعتذر رئيس الوزراء، مارك روته، عن الدور التاريخي للبلاد في تجارة الرقيق.
ووصف تجارة الرقيق خلال خطاب له في لاهاي بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، وهو ما أعقبه اعتذارات متتالية من مدن مثل أمستردام وروتردام عن نفس الأمر.
وكانت أول مرة يتم الاعتراف بتاريخ هولندا في دعم العبودية هو عام 2006، عندما تمت إضافة تاريخ تجارة الرقيق في المناهج الدراسية.
وفي رأي ملك هولندا الحالي، فإن الاعتراف بالأخطاء يفتح الفرص أمام العمل على الجراح والمصالحة، قائلًا إنه لا يستطيع أن يتحدث باسم الغالبية العظمة من الهولنديين، إلا أنه متيقن من أنهم يدعمون النضال من أجل المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن لونهم أو ثقافاتهم أو خلفياتهم.
في تعداد الموتى أو ينتظر العقاب.. محللون يقدمون رؤيتهم لمستقبل زعيم فاغنر