سياسة

رقم مرعب.. احتدام الصراع يزيد أعداد السودانيين المضطرين للفرار خارج البلاد

بعد ثورتهم على حكم عمر البشير، ظن السودانيون أن النظام الديمقراطي حل أخيرًا، لكنهم استيقظوا على كابوس مروع أشبه بالحرب الأهلية، عندما نشبت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة حمديتي.

سعي الطرف الثاني للسيطرة على العاصمة الخرطوم، وتولي مقاليد حكم البلاد وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين حول من أشعل فتيل الحرب وسعى للقضاء على الآخر والانفراد بحكم السودان، ورغم الوساطات الدولية العديدة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار، فسرعان ما يتم خرق الهدنة وتعود الأوضاع أسوأ من ذي قبل.

مليون لاجئ قبل نهاية العام الجاري

أعلنت الأمم المتحدة أنه من المتوقع فرار أكثر من مليون لاجئ من الصراع في السودان بحلول أكتوبر القادم، متجاوزة التوقعات السابقة، موضحة أن العدد وصل بالفعل إلى ما يقرب من 600000 شخص إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وبعد استمرار القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح برهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حمديتي”، لأكثر من 10 أسابيع، لم تظهر أي بوادر لحلول جذرية تنهي الأزمة بل إن المؤشرات ترمي إلى تفاقمها وزيادة عدد الضحايا والمتضررين من أبناء الشعب السوداني.

الصراع العرقي يطل مجددا في دارفور

شهد العام 2003 معارك طاحنة بين الحكومة بقيادة عمر البشير وبين المتمردين في إقليم دارفور لأسباب عرقية، وكانت تلك المعارك بداية تكوين قوات الدعم السريع التي اعتمد عليها البشير لترجيح كفته في الصراع.

ويقول رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن السبب العرقي الذي كان سبب القتال في الماضي، قد عاد من جديد، مما سيؤدي إلى تفاقم المعاناة التي يواجهها السودانيون المحاصرون في القتال على مستوى البلاد، فالوضع في دارفور ينذر بأن أعداد اللاجئين قد تتجاوز المليون بكثير لو استمر الصراع العرقي في النمو والتزايد.

وأكد “مازو” أنه وفقًا لتقارير زملائه التابعين للأمم المتحدة المتواجدين في السودان، فقد وصل الصراع إلى مستويات مقلقة، مما يجعل من المستحيل عمليًا إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المتضررين.

ومن جانبها اتفقت أبيول لوال دينق المحللة السياسية المتخصصة في شؤون شرق أفريقيا مع ما قال “مازو” حين أكدت أن نزوح الآلاف من إقليم دارفور جاء بسبب تجدد الصراعات العرقية، وأن الأوضاع تسوء بدرجة أكبر مع مرور الوقت.

وأشارت “دينق” إلى أن إقليم دارفور يشهد كافة أنواع العنف بداية من الاعتداء على المدنيين وقتلهم مرورًا بمهاجمة المساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها، واصفة “دينق” الوضع بالكارثي.

الوفيات الناجمة عن النزاعات المُسلّحة تصل إلى أعلى مستوياتها في القرن الحالي

الوضع الإنساني في السودان.. أزمة الصحة والنزوح

مراكب النجاة.. أبرز أرقام العالقين الذين أجلتهم سفن المملكة من السودان