سياسة أحداث جارية

لماذا تتصاعد التوترات في شرق السودان؟

يتأزم الوضع في شرقي السودان مع تزايد الاحتجاجات ضد اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع بعض الحركات المسلحة العام الماضي، حيث يستمر الانقسام بين القبائل بشأن هذا الاتفاق، فلماذا يحيا الأفراد في شرق السودان على صفيح ساخن؟

 

البداية منذ 2019

ظل شرق السودان مصدرًا للتوترات في البلاد، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، إلا أن هذه التوترات ازدادت بشكل مضاعف بعد توقيع الحكومة الانتقالية اتفاق جوبا للسلام مع الجبهة الثورية التي تضم تحت مظلتها حركات مسلحة وتنظيمات سياسية، وقد جاء هذا الاتفاق بـ5 مسارات تفاوضية، ضمنها “مسار شرق السودان” الذي يحدد كيفية تقاسم السلطة والثروة في ولايات البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف.

 

اتفاق غير متفق عليه

كان شرق السودان ممثلًا في المفاوضات بـ”مؤتمر البجا المعارض” مع “الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة”، وكلاهما انضم إلى “الجبهة الثورية” التي وقعت على اتفاق السلام مع الحكومة الانتقالية، لكن بعض القبائل في شرق السودان اعترضت على صيغة هذا الاتفاق، ورفضت تطبيقه، وأعلنت منذ أكتوبر 2020 التصعيد، بالاحتجاجات وإغلاق المنشآت الحيوية، للضغط على الحكومة الانتقالية، لإلغائه والتفاوض على اتفاق جديد.

نص اتفاق “مسار شرق السودان” على تخصيص 30% من المناصب لكل من “مؤتمر البجا”، و”الجبهة الشعبية”، لتمثيلهما على المستويين التشريعي والتنفيذي في ولايات الشرق الثلاث، كما نص على إجراء التحقيقات والمحاكمات العادلة، للبحث في التجاوزات التي جرت في الإقليم منذ عام 1989، وعلى رأسها “مجزرة بورتسودان” عام 2005، وأحداث الاقتتال الأهلي التي بدأت في يونيو 2019.

 

صراعات قبلية

يرتبط جوهر أزمة شرق السودان بصراعات قبلية متعددة، أبرزها الصراع على قيادة الإقليم بين قبيلتي “الهدندوة” الرافضة لاتفاق مسار الشرق، و”البني عامر” المؤيدة لنتائج الاتفاق، فيما تبقى معظم القبائل من أصل عربي بعيدةً عن هذا الصراع، ويقود التصعيد المناهض للاتفاق “المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة” في شرق السودان، ويترأسه محمد الأمين ترك، ناظر قبيلة “الهدندوة” منذ عام 1992.

[two-column]

كان محمد الأمين ترك عضوًا فاعلًا في حزب “المؤتمر الوطني”، الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير.

[/two-column]

اجتماع لحل الأزمة

في بيان له صدر يوم الأحد الماضي، أعلن مجلس السيادة السوداني عن زيارة وفد حكومي برئاسة عضو المجلس الفريق شمس الدين الكباشي، إلى مدينة بورتسودان في إطار مبادرة لحل الأزمة التي يشهدها شرق السودان حاليًا.

وقال المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة” في بيان، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على استمرار “الاعتصام” في شرق السودان وإغلاق المنشآت، باستثناء السماح بتدفق البترول الخاص بجنوب السودان عبر ميناء بشاير الواقع بشرق السودان، وأضاف البيان أن المجلس طلب مهلة أسبوع واحد من أجل التشاور بشأن المقترحات التي قدمها الوفد الحكومي لحل الأزمة، وقبل رئيس مجلس نظارات البجا، الناظر محمد الأمين مقترحات الوفد الحكومي بشكل مبدئي، وطلب إمهالهم مدة أسبوع للتشاور مع التنسيقيات المتحالفة مع المجلس التي لم تحضر الاجتماع.