تعد الغواصة تيتان المفقودة حاليًا جزءًا من ثمن باهظ دفعته البشرية لاستكشاف أعماق المحيط على مدار قرون ماضية.
على الرغم من أن العلماء كانوا يستكشفون سطح المحيط لآلاف السنين، إلا أنهم لم يتمكنوا من اكتشاف أكثر من 20% من قاع البحر، وفقًا لأرقام عام 2022 الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي.
في هذا الموضوع، نوضح الأسباب التي تصعب عملية استكشاف المحيطات، ونأخذكم في جولة تاريخية حول جهود البشرية في هذا المجال.
لماذا استكشاف الفضاء أسهل من المحيط؟
غالبًا ما يقول الباحثون إن السفر إلى الفضاء أسهل من الانغماس في قاع المحيط، ففي حين قضى 12 رائد فضاء ما مجموعه 300 ساعة على سطح القمر، أمضى ثلاثة أشخاص فقط نحو ثلاث ساعات في استكشاف Challenger Deep أعمق نقطة معروفة في قاع البحر على الأرض، وفقًا لمؤسسة Woods Hole لعلوم المحيطات.
قال الدكتور جين فيلدمان، عالم المحيطات الفخري في وكالة ناسا والذي قضى أكثر من 30 عامًا في وكالة الفضاء: “لدينا خرائط للقمر والمريخ أفضل من المتوفرة لكوكبنا”.
والسبب في ذلك هو أن السفر إلى أعماق المحيط يعني الدخول إلى عالم يتمتع بمستويات هائلة من الضغط كلما تعمقت أكثر، وانعدام الرؤية تقريبًا في هذه البيئة، إلى جانب البرودة القاسية في بيئة المحيط.
قال الدكتور جيمي برينجل، القارئ في علوم الأرض الجنائية بجامعة كيلي بإنجلترا، إن البحث عن الأحياء المائية أمر صعب للغاية، حيث إن قاع المحيط أكثر وعورة من اليابسة.
تاريخ استكشاف المحيطات
بنى المهندس الهولندي كورنيليس دريبل الغواصة الأولى في عام 1620، لكنها ظلت عالقة، واستغرق الأمر نحو 300 عام، قبل أن تبدأ تقنية السونار في تقديم صورة أوضح للعلماء عما يكمن في أعماق المحيط.
حقق البشر خطوة كبيرة في مجال الاستكشاف البشري في عام 1960، عندما وصلت الغواصة Triesteإلى Challenger Deep، التي تقع على بعد أكثر من (10916 مترًا) تحت الماء.
ماذا يوجد في قاع المحيط؟
وفقًا لمعهد Woods Hole لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، في منطقة hadal تكون درجات الحرارة أعلى بقليل من درجة التجمد، ولا يصل إليها أي ضوء من الشمس.
تمكن العلماء لأول مرة من إثبات وجود الحياة على عمق أقل من 19685 قدمًا في عام 1948، وفقًا للمؤسسة.
المخلوقات التي تعيش في هذه البيئة نحتت موائل داخل الصخور شديدة الانحدار، وتكيفت مع بيئتها، فبدلًا من الاعتماد على ضوء الشمس في العمليات الأساسية، يستخدمون الطاقة الكيميائية المنبعثة من التسربات المائية الحرارية.
صحة الإنسان والبحث العلمي
يُعتقد أن المحيط منجم ذهب بالنسبة للبحث العلمي، وقد أدى استكشافه إلى العديد من الإنجازات الطبية الحيوية.
تمت الموافقة على أول دواء مشتق من البحر، وهو Cytarabine، في عام 1969 لعلاج سرطان الدم، وهو مستخلص من إسفنجة بحرية.
أدى العمل على المركبات النشطة بيولوجيًا في سم القواقع المخروطية، وهو نوع من الرخويات البحرية، إلى تطوير مسكن قوي للآلام يسمى Ziconotide.
طور العلماء تقنية PCR، أو تفاعل البلمرة المتسلسل، بمساعدة إنزيم معزول من ميكروب موجود في الفتحات المائية الحرارية البحرية.
ويتيح البروتين الفلوري الأخضر الذي اكتشف في قنديل البحر، للباحثين مشاهدة العمليات التي كانت غير مرئية، بما في ذلك انتشار الخلايا السرطانية وتطور الخلايا العصبية.
لماذا تعجز الأسماك عن التنفس في المحيطات بسبب التغيرات المناخية؟
لماذا أطلق باحثون مبادرة عالمية لتعداد المحيطات؟
عواقب ارتفاع درجات حرارة المحيطات.. دراسة تثير القلق قبل ظاهرة النينو