سياسة

الزيارة الحاسمة.. على ماذا ستركز محادثات واشنطن وبكين؟

أنتوني بلينكن

بعد نحو 5 أشهر من توتر العلاقات، يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الصين بعد إلغاء رحلته المقررة سابقًا بسبب حادث بالون التجسس الصيني.

ومن المقرر أن يجتمع بلينكن مع كبار مسؤولي السياسة الخارجية في بكين، دون ورود أنباء حتى الآن عما إذا كان سيلتقي أيضًا بالرئيس شي جين بينغ.

ومن بين القائمة الطويلة للقضايا التي تهم البلدين، إليكم أهم 3 أهداف على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي والمسؤولين الصينيين.

إصلاح العلاقات

زيارة بلينكن هو الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى بكين منذ أكتوبر 2018، وهو أكبر مسؤول في إدارة بايدن يسافر إلى الصين، وبالتالي فإن إصلاح العلاقات بعد هذه السنوات أمر بالغ الأهمية بالنسبة للطرفين.

أُلقي أول حجر في المياه الراكدة، الشهر الماضي، عندما التقى كبار المسؤولين الأمريكيين في فيينا.

وقال نائب مساعد الرئيس الأمريكي ومنسق شؤون المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل، في إحاطة قبل الزيارة، إن الوقت مناسب الآن للتحدث مرة أخرى لأن هذا في حد ذاته يقلل من مخاطر الصراع.

لكن رغم ذلك، كان الرد الصيني على زيارة بلينكن فاترًا إلى حد ما، وفي التصريحات الرسمية الصينية لمكالمة هاتفية مع السيد بلينكن ليلة الأربعاء، ورد أن وزير الخارجية الصيني تشين جانج أخبره أنه “من الواضح جدًا على من يقع اللوم” على التدهور الأخير في العلاقات.

وبحسب ما ورد قال تشين: “يتعين على الولايات المتحدة احترام مخاوف الصين، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبكين، والتوقف عن تقويض سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية باسم المنافسة”.

قللت الولايات المتحدة من أهمية التصريحات الصادرة عن هذه الزيارة، إذ يبدو أن “النتيجة الوحيد من الاجتماعات” هو عقدها من الأساس.

تخفيف النزاعات التجارية

بدأت علاقات الرئيس بايدن مع الصين بشكل متوتر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم استعداده لإلغاء الإجراءات التجارية التي سنها سلفه، دونالد ترامب، ويشمل ذلك مليارات الدولارات من الرسوم الجمركية على الواردات على المنتجات الصينية الصنع.

استمر ضغط الإدارة الأمريكية بشكل أكبر، عندما فرض بايدن قيودًا على صادرات الرقائق الأمريكية إلى بكين.

وردت الصين بفرض حظر على رقائق ذاكرة الحاسب التي تبيعها شركة Micron، أكبر شركة مصنعة في الولايات المتحدة.

وإذا كانت تقنيات الحاسب مجالًا مخصصًا لمنافسة شرسة بين القوتين، فقد توفر تجارة المخدرات غير المشروعة مجالًا أكبر للتعاون، إذ تريد الولايات المتحدة الحد من تصدير المكونات الكيميائية المنتجة في الصين والمستخدمة في صناعة الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية أقوى بعدة مرات من الهيروين.

تضاعف معدل الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة التي تنطوي على الفنتانيل أكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات السبع الماضية.

تجنب الحرب

بعد حادث بالون التجسس، صدرت تقارير تفيد بأن الصين كانت تفكر في إرسال أسلحة إلى روسيا، حيث سيتم استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

تراجع مسؤولو الحكومة الأمريكية عن هذه الاتهامات مؤخرًا، مما أدى إلى إزالة ما كان يمكن أن يكون قضية مثيرة للجدل بالنسبة للدولتين اللتين خاطرتا بتحويل الصراع الأوكراني الروسي إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة والصين.

من المتوقع أن يعيد بلينكن التحذيرات التي وجهت للصينيين في فيينا من أنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا قدمت الصين مساعدات عسكرية ومالية لروسيا.

وتتواجه السفن الحربية الأمريكية والصينية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، حيث تدعي الصين أن المنطقة ملك لها، بينما تصر الولايات المتحدة على أنها مياه دولية.

أنتوني بلينكن

قال السيد بلينكن وفريقه الدبلوماسي إن هدفه في هذه الرحلة هو “إزالة المخاطر” من التوترات، وتجديد المحادثات هو المكان المناسب للبدء.

قد تكون النتيجة المرضية من هذه الرحلة لكلا الجانبين هي ببساطة فتح قنوات اتصال تمنع وقوع حادث يؤدي إلى صراع عسكري.

دعوة من الملك سلمان لرئيس إيران.. ماذا بعد زيارة وزير الخارجية إلى طهران؟

وفاة دانيال إلسبرغ.. قصة رجل كشف خداع الحكومة الأمريكية في حرب فيتنام

وزير الخارجية السعودي يصل إلى طهران.. ما هي أهداف الزيارة؟